"مساحة آمنة ومحايدة" ضرورةٌ لعمليةٍ دستوريةٍ ناجحة !
فاروق حجّي مصطفى
لم يطرح الزملاء والزميلات فكرة "مساحة آمنة ومحايدة" من فراغ، إنما من معطياتٍ موضوعيّة، ومن الواقع الذي يعيشه الوضع السياسيّ السوريّ.
دون شك إنّ أساس الفكرة جاء لضرورة الإستجابة، وكشرطٍ لا بد من توفره لحفاظ الحيز المدني على تماسكه، ووحدته وفعاليته وأثره على المسار السوريّ العام؛
ولا نستبعد بأنّه عند طرح الفكرة لم يكن البعض من الفاعلون والفاعلات على درايةٍ بأنّ المطالبة بفكرة ( مساحة آمنة ومحايدة) لا تنحصر بالعمل والفعل المدني بقدرما إنّ تأمين هذا الشرط هو ضمانه لنجاح أي عملية سياسيّة حتى قبل أن تكون حاجةً مدنيّة؛
ومع فرض الطرف الروسي لشرط عدم عقد اللجنة الدستوريّة لاجتماعها في جنيف، زادت أهمية المطالبة بـ " مساحة آمنة ومحايدة"، وحتى إنّ هذه الفكرة باتت من شروط نجاح العمليّة؛
ولا نستغرب أنّ هذه الفكرة طرحها يناسب طرف من الأطراف السوريّة اليوم، وغداً سيكون حاجةً لطرفٍ سوريٍّ آخر، ومن هنا فإنّ مطلب مثل" مساحة آمنة ومحايدة" هو مطلبٌ يجب أن يكون مطلبٌ سوريّ، وعلى السوريين والسوريّات رؤية المصلحة فيه.
قد لا نبالغ بإنّه عند التمسك في هذا المطلب، والمناداة به، فإنّنا نحقق شرط الضمانة للأطراف السوريّة، خاصةً إنّ التنوع السوري وتعدد خلفياته السياسية والدينية والقومية وحتى الفكريّة والثقافية هو غنىً وثراء ويخلق مجتمعاتٍ متطورة إلا إنه في العالم العربي يخلق نوعاً من بيئة المخاطر، ولعل تجربة عددٍ من الدول العربيّة وعلاقات الدول الإقليمية ببعض أطرافها هو أكبرُ دليلٍ على إنّ "مساحة آمنة ومحايدة" هي نفسها مساحة المصلحة المشتركة، وهي نفسها مكان إلتقاءٍ وإتفاقٍ يمكن الرهان عليه للبناء والتأسيس.
بقي القول، إنّ الدروس العربيّة وحالة التبعيّة السياسية السائدة في منطق السياسة العربيّة وثقافتها السياسيّة تدفع بأنّ ننظر إلى فكرة "مساحة آمنة ومحايدة" على إنها "علبة الأدوات" وليست قطعة من الأدوات، وهذا الأمر يمكن إسقاطه على العملية السياسيّة، وترك الفاعلون والفاعلات للعمل بموجب مقتضيات الصالح العام ودون تدخل طرف من "قوة العطالة" الدولية كانت أو إقليمية فإنّ الأمر سيكون سهلاً ومناخاً ملائماً لنجاح العملية الدستوريّة.
-
"موجز الرحلتين في اقتفاء أثر مولانا ذي الجانين" كتاب جديد للروائي سردار عبد الله..
Oct 12 2024 -
٢٥ أيلول: إستفتاء على الحريّة صاغه الرئيس..
Sep 26 2024 -
لماذا حدثت انتفاضة ديمقراطية من لندن إلى طهران مروراً بباريس؟
Jul 16 2024 -
وعن الإنتخابات في سوريا..
Jul 14 2024 -
"مساحة آمنة ومحايدة" ضرورةٌ لعمليةٍ دستوريةٍ ناجحة !
Jun 10 2024 -
وفاة الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار
Jun 10 2024 -
البيئة الآمنة والمحايدة مرةً أخرى..
May 21 2024 -
هل تولد رؤية وازنة عبر تكتيكات طوارئ؟
May 17 2024 -
البيئة الآمنة والمحايدة كشرط للعملية السياسية الناجحة!
May 09 2024 -
الاقتراع السوري الواعي الديمقراطية السورية المأمولة
Mar 31 2024
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018