اللجوء السوريّ الدامي

اللجوء السوريّ الدامي

Sep 25 2022

سردار شريف
بالرغم من إن الاعلان العالمي لحقوق الإنسان يعطي الحق في أختيار مكان إقامته إلا انّ الظروف الحالية والتي ستلجئ الناس الى أوربا (حصراً) يعتبر بشكل من الأشكال الإختيار القسري بمعنى إنّ ما يحدث هو ظرف اجباري دفعته ظروف الحرب.
لا نستغرب أن دولةً مثل سوريا قد أفُرغت نصف سكانها بسبب عجزها عن تأمين ظروف العيش الآمن؛
وبدت كما لو أنها غير قادرة على إقناع مواطنيها لعدم اللجوء ولو حتى على مستوى جزء صغير من تأمين موارد العيش الكريم؛
من المعروف إن الحرب السورية ( مباشرة، أو غير مباشرة) مازالت مستمرة وقائمة إلى وقتنا هذا فهذا العامل كافي ليكون سبباً للجوء، ما يعني إنّ الناس بمعية أنفسهم أدخلوا المادة الرابعة عشرالى حيّز التنفيذ دون مساعدة دولتها وإجراءات حكمها؛ والمادة تنص على إنّ"
لكل فرد حق التماس ملجأ في بلدانٍ أخرى والتمتع به خلاصاً من الاضطهاد".
والحال .. إنّ المادة أعلاه لم تُنَفذ بسهولة ويسر بقدر ما انها تكلفت آلاف الدولارات وفي الكثير من الأحيان كلفت أرواحهم التي غرقت في قاع البحار وكل هذا وكل هذا الألم ليصل كل انسان يحمل الجنسية السورية إلى أرض بعيدة عن الحروب والنزاعات والاستغلال البشري؛
لا نلوم الدول التي استجابت اللاجئين، فألمانيا هي من الاوائل البلاد الغربية التي قررت استقبال اللاجئين السوريين ومن ثم انضمت بلدان عديدة من دول الغرب إلى قائمة البلدان الحاضنة للباحثين عن أرض خالية من الانتهاك لحقوق الإنسان .
استطراداً انه، وبعد اثني عشر عاماً من النزاع مازال اللجوء يشكل من الخيارات المفضلة لدى الغالبية وهي بمثابة حلم لكل من عاش ويلات الحرب وأصبحت قضية مهمة وحديث يشاركه لغالبية ما يشي بإنّ نزيف الموارد البشرية من سوريا، وتفريغ البلد من سكانها ستبقى قائمة وبدون حلول جديّة ،إنْ لم تحقق نهاية لهذه الحرب وتحقق السلام، وإصلاح الوضع!
بقي القول إنّ سوريا بحاجة الى إمكانيات هؤلاء الشباب فهي أولى بتلك الإمكانات والمهارات إنّ تقدمت المسألة السورية وانتقلت الى المرحلة الاخرى مرحلة معززة لكرامة المواطن وشروط العيش الهنيئ عند ذلك فقط يمكن أن تُصد قوافل اللجوء، تلتقط عيوننا مشاهد الانتحار مثلما وجدناها اليوم لشاب من كُوباني في الجزائر!