مهريفان محمد علي: ألواني وريشتي هما خير معبر عن نفسي، فأنا أصور داخلي عبر ريشتي وألونه بألواني، فداخلي فصول أربعة ..

مهريفان محمد علي: ألواني وريشتي هما خير معبر عن نفسي، فأنا أصور داخلي عبر ريشتي وألونه بألواني، فداخلي فصول أربعة ..

Nov 18 2021

الفنانة التي هي نجمة مطرزة في ثوب السماء عانتْ واستحملتْ الكثير من الصعقات، لكنها تحلتْ بالصبر والنجاح والإصرار بالنجاح رغم التحديات وجعلتْ ريشتها صديقة اللحظة ولسان مشاعرها وأفرغتْ المعاناة تارةً على الورق وتارةً أخرى على القماش.
كان ل#برجاف-FM مع ابنة كوباني الفنانة والأم والمدرّسة مهريفان محمد علي الحوار التالي:
- من هي مهريفان؟
أنا مهريفان محمد علي تلك الابنة البسيطة، والفنانة، والأم، والمدرّسة لمدينة كُوباني, درستُ كغيري من أبناء وبنات مدينتي بمدارس كُوباني فبدأتُ مرحلتي الابتدائية في مدرسة "الريفية", وتابعتُ مرحلتي الإعدادية في تلك المدرسة التي كانت صرحاً صامداً في وجه كل الصعوبات والصعقات التي واجهت مدينتنا ألا وهي "ثانوية البنين" كما أنها كانت موطن كل دارس/ة ومتعلم/ة في مدينة كوباني, ومن ثم أكملتُ المرحلة الثانوية بشكل نظام التعلم الذاتي “نظام الحر", ودرستُ في مدينة الرقة " معهد إعداد المدرسين/قسم الرسم " , وتخرجت عام 2011 , وقبل دراستي بالمعهد كنت أدرس وكالة في مدارس متعددة في مدينة كُوباني.
- متى فرضتْ موهبةُ الرسم سلطانها عليكِ؟
صراحةً يمكنني القول بأنّني بدأتُ الرسم بعمرٍ متأخر بعد الأزمة السورية وذلك يعود لأسباب عدم الاهتمام بالفن بشكلٍ عام وبمجالين الرسم والموسيقا بشكلً خاص، فجعلتني تلك النظرة التقليدية أنْ أتراجع خطوةً للخلف وعدم الاستمرار وممارسة موهبتي بشكل جيد ومن وجهة نظري فالثورة كانت بمثابة باب تم فتحه أمامي كي أتابع وأرسم ثانيةً.
- ما نوع اللوحات التي ترسمينها؟
دعيني أوضح لكِ بأنّ لكل فنان نوعاً محدداً يتبعه، فأنا أتبعُ ثلاثة أساليب وهم (الفحم والزيتي والاكريليك)، ولدي لوحات بالأنواع الثلاث لكن يميل شغفي إلى العمل أكثر بالفحم لأنه اعتبر الفحم صديقي القريب والسريع يقف معي متى ما أشاء ويخدمني بإفراغ حالتي فوراً.

- كيف تعبرين عن نفسكِ من خلال الرسم؟
ألواني وريشتي هما خير معبر عن نفسي، فأنا أصور داخلي عبر ريشتي وألونه بألواني، فداخلي فصول أربعة أقوم بتصويره بألوان التي تتناسب كل فصلٍ في داخلي وكما تتسابق فصولي الداخلية أحياناً فألواني هي التي تتولى أمر الفصول.
- ماذا يمثلُ الفن والرسم بالنسبة لك؟
الرسم هو الصورة اللاشعورية التي تعبر عن الأحاسيس والمشاعر والرغبات والانطباعات وهو عالمٌ آخر لإفراغ الهموم كما أنّه الهروب من الواقع وضوابطه.

- الرسم موهبة ممتعة، وتتطلبُ صبراً طويلاً، فأي أجواء تجدين مناسبة لك كي ترسمي براحتك؟
أنا من النساء اللواتي تحبذن الهدوء وتستمتعن بالموسيقا ففي تلك الأجواء أرتاح وأستمتع بالرسم وأفضّل أنْ أكون أنا وريشتي فقط بالمكان الذي أرسم فيه.
- كما تعلمين كل عمل لا يخلو من المعوقات والصعوبات، فكيف تعاملتِ مع صعوبات وقفت كعائق بطريقك؟
هذا الأمر مفروغٌ منه فلكل خطوة صعوبة بالمسار الذي نختاره لكنني أؤمن جداً بمقولة التي تقول: “ما من مستحيلاٍ على وجه البسيط فبقليلٍ من الأمل تستطيعُ أنْ تمشي فوق الجليد لكن تأكد من أنه تجمدِ أولاً"، فالأمل والإصرار والحكمة هم كانوا السبب في تخطي تلك الصعوبات والمعوقات.
- هل تعتبرين لوحاتكِ تشارككِ بمواقف تمرين به سواءً كانت مواقف حزن أو فرح؟
نعم بكل تأكيد، فأغلبُ لوحاتي ملازمة معي حالتي النفسية، وهي صديقة اللحظة لأحاسيسي المزاجية أحياناً، فأرى أنها تجسد حالاتي لاإرادياً سواءً بالحزنِ أو بالفرحِ.
- للفنان مواقف ومشاركات بمعارض ومسابقات الرسم، فهل كانت لك تجربة المشاركة بالمعارض والمسابقات؟
حقيقةً كما قلتُ سابقاً تأخرت بالرسم قليلاً لذلك لم تكن هناك مشاركات لي من قبل، لكن شاركت بمعرضٍ في المعهد، وحالياً سيُقام معرض في كوباني وأنا من المشاركات فيه بلوحةٍ عن مجزرة كُوباني وأتمنى أن يكون ذلك المعرض أول خطوةٍ للمشاركة بمعارضٍ أخرى.
- هل لأية لوحة من لوحاتكِ قصة؟ أخبرينا عنها؟
لدي لوحة استوحيتها من إحدى تماثيل النحت ولا أعرف من صاحبها وعنوان تلك التماثيل هو "صمٌ، بكمٌ, عميُ", فعندما رسمتُ لوحتي المستوحاة من تلك التماثيل وصلتُ إلى قناعةٍ تامة أنّه لا جدوى من الكلام فالخيار الأنسب هو السكوت والصمت واستغرقتْ معي نصف ساعة وكانت خالصة نتيجة إفراغ مشاعر الكبت التي كانت تسيطر داخلي في ذاك الحين.
- ما الفرق بين مهريفان الفنانة ومهريفان الأم؟
الاثنتين واحد وأظن الواحد لا يتجزأ فأنا الفنانة والأم في ذات الوقت وكما أنّني تلك الأم التي عانتْ الصعوبات بالحياة والفنانة التي كانت تُعبر عن تلك الأم فلا أجد أي فرق بين فني وأمومتي.
- هل هناك أحد ما قام بدعمكِ وساندكِ في مسيرتك الفنية؟
زوجي الأستاذ علي عطي الذي كان مرشداً نفسياً هو الذي ساندني وشجعني على إكمال دراستي في المعهد في مدينة الرقة إلى جانب أنّني كنت أم لطفلين لكن بمساعدته ومشاركته تخرجتُ،وللأسف الشديد هو الآن معتقل لدى داعش ولا معلومات عنه، أتمنى أن يمنحني الله تلك القوة كي أستطيع رسمه فهو أب أولادي العظيم يستحق كل الخير والتقدير وإلى الآن تخونني ريشتي للمرة الأولى ولا تعطيه حق الرسم الذي يستحقه علي.
- هل لديكِ مواهب أخرى غير الرسم كالتصميم أو النحت؟
بلا شك أحب النحت إلى جانب الرسم وكما أنني أحب الموسيقا جداً وأروقُ لها.
- هل استوحيتِ فكرة رسم لوحاتكِ من أي فنان/فنانة مشهور/ة وأكملتِ على نفس النمط؟ أم ترين للوحاتك لمسة خاصة فيك؟
بلا ريب مثلي مثل أي/ة فنان/ة أخرى/آخر ت/يتأثر بفنان آخر ويتبع نمطه فهناك فنان أمريكي أسمه كيسو جاي أعجبت بلوحاته كثيراً واتبعت نمط أسلوبه بالرسم بالفحم برسم وجوه تجريدية، وإضافةً إلى ابن كوباني الفنان الذي أحملُ له كل الاحترام والتقدير الأستاذ "روميو" وأحاولُ أن أتبع نمطه.
- من وجهة نظركِ هل هناك نقاط مشتركة بين الفنانين الذين يرسمون؟ ما هي تلك النقاط؟
بكل تأكيد لا نقاط مشتركة تجمع كل الفنانين فلكل فنان طريقة يرسم بها فمنهم من يرسم بخياله وعقلانية ومنهم من يرسم بعاطفته فلكل واحد ميزة وسمة مختلفة يميزه عن الآخرين.
- كونكِ امرأة كيف تصورين المرأة بريشتكِ؟
طبعاً المرأة هي المخلوقة النورانية وأجمل ما في الوجود فأنا ريشتي مكرّسة لها كلياً وبمختلف الجوانب، وأتمنى أن تكون ريشتي عند حسن ظنهن في المقام الذي يريدن.
- كلمتكِ الأخيرة لنا "برجاف"!
ممتنة جداً لـ برجاف على قيامها بتسليط الضوء على مواهبنا وتركيزها على دور الذي تقوم به النساء في مدينتنا في المجال الفني، وأتمنى لهم المزيد من التقدم والنجاح بمسارهم.