لا يتأسس المجتمع المدني من بئر التقوقع!

لا يتأسس المجتمع المدني من بئر التقوقع!

Jun 04 2020

فاروق حجي مصطفى
من الصعب أن نتوافق نحن السوريون ومن المجتمع المدني على صيغةٍ ما، ومن الأصعب أن نغضّ النظر عن البعض، ونبقى غير متواصلين!
الكثير من الفاعلين في حقل المجتمع المدني ينتمون من حيث المصدر والمرجع إلى بيئةٍ غير مؤهلةٍ ليكونوا هذا الفاعل الحر، ولعل حرية هذا الفاعل تقف في حدود التفاعل مع البيئات المجتمعية الأخرى.
في حالة النقاش حول مؤتمر بروكسيل، من الصعب أن تتوافق على صيغةٍ معبرةٍ عن الجميع، ولعلّ السبب إنّ المجتمع المدني الذي يعمل لا يعمل كونه مجتمع مدني، بل يعمل كونه جزء متمم من واقع سياسي ما؟
ونعتقد إنّنا ننسى ،بعد ما توافقنا نحن -المجتمع المدني- في المؤتمر الثاني حول رسالة معبرة عن الجميع ، سرعان ما تراجع الكثيرون عن فحوى الرسالة.
والحال، فإنّنا أمام معضلة فهمنا للمجتمع المدني، والكثير من هذا الحيّز يعتبر نفسه من المجتمع المدني فور ما اشتغل في منظمة ؛ بيد إنّ ما لا يدّركه هذا "الزميل" هو إنّ المجتمع المدني يُعرف من خلال مدى تمسكه بالقيم وليس بمكان التواجد!
بقي القول، إنّه، ويبدو أمامنا طريقٌ طويل، ومثلما قال جورج ديمتروف "فتسلّوا يا رفاق إنّ درب النضال طويل"، وعلينا أن نعيد النظر في الفاعل والعامل في حقل المجتمع المدني.
أسّس القيم أولاً، فإنّ القيّم هي من تسحبك إلى الموقع الصحيح الموقع الذي تحمل شيئاً من أخلاقه.