الشعوب تبحث عن السلام

الشعوب تبحث عن السلام

May 05 2019

سردار شريف
ليس هناك من أرض لم تتعرض للحروب منذ القديم إلى يومنا هذا ومازالت الشعوب تتعرض للعنف بجميع أشكاله بسبب القرارات السياسية والأساليب القمعية واختلافات في الآراء الدولية التي كثيرا ما ينتج عنها مزيدا من الحروب ومزيدا من التشتت والهجرة وتبدأ عملية البحث عن أرض خالية من العنف وبعيدا عن الدمار الاقتصادي ودمار في البنية التحية والبنية الفوقية وانهيار المجال الفكري وانحصار التفكير في البحث عن لقمة العيش .

وليس هناك خيارات كثيرة أمام الإنسان فيقوم باختيار الحل الذي يختاره أغلب الشعوب وهو الهجرة والرحيل بعيدا عن ساحة المعارك وحرب الشوارع .
وقد أصبحت قضية انتقال الشعوب من الشرق إلى الغرب هي القضية الأهم في الوقت الحالي فدائما ما يكون الشرق هو ساحة الحرب والمكان الذي لا تنطفئ فيه نار العنصرية والاقتتال و الصراع على الأرض .

ودائما ما يكون الغرب هو الطرف الآخر من الحياة التي تنعم بالديمقراطية وينعم بالسلام والأمان والمنطقة التي يتوفر فيها ممارسة مواد حقوق الإنسان بحرية تامة .
هكذا أصبحت النظرية في فكر كل إنسان شرقي وكل إنسان غربي .

وكثيرة هي الامثلة السورية فسوريا تعتبر الآن من أكثر الدول التي هاجر منها الأشخاص بحثا عن الحياة الامنة بسبب ما تعرضت له من حرب ودمار خلال سنوات عديدة وأصبحت القضية السورية القضية المثيرة للرأي العام الدولي والعالمي .

حطمت مسألة الهجرة والأشخاص الذين تعرضوا للعنف والأطفال الأرقام القياسية وكان الضرر الأكبر على الأطفال من كل النواحي وبحسب دراسات اممية أجرتها الأمم المتحدة أن الملايين من الأطفال السوريين هم خارج نطاق التعليم وأيضا الملايين منهم تعرضوا للعنف ومازالوا يتعرضون لاسوء حالات العنف في المخيمات السورية في سوريا وتركيا ولبنان والأردن .

لذلك تبقى الساحة الأوربية والدول الاوربية هي الخيار الأفضل لكل الباحثين عن وطن ليس فيه صوت للحرب والظلم وبالفعل حقق الكثير من السوريين نجاحات على جميع الأصعدة بعد ان بدأوا بحياة جديدة في دول أوروبية بالرغم من وجود حالات تعرض بعض الأشخاص للعنف والتمييز العنصري إلا أن هذا لم يغير من فكر الباحث عن السلام .

ووضع نظرية جديدة من قبل الأشخاص الذين أرادوا إثبات فكرة مهمة للعالم وهي أن الشعوب لا تستطيع الإبداع والعطاء في أرض يسودها الدمار بل هم بحاجة إلى ساحات إنسانية وسماء خالية من الرصاص وهواء لا يحمل رائحة الموت وفكر بعيد عن العنصرية والفتنة وبحاجة لحياة مدنية ومجتمع مدني تقوده سياسة تعمل على بناء فكر الإنسان وتحقيق السلام له ولأفكاره .

والأرض من دون الإنسان تبقى أرضا ليس لها نتاج والانسان من دون تحرر فكري لا يستطيع تقديم اي شيء وسيبقى مقيدا ولن يكون بمقدوره زرع بذور السلام في أرضه لكي تنتج له حياة كريمة لذلك سيبقى باحثا عن أرض يستطيع استثمارها بفكره دون قيد إذا بقي في أرض من الصعب ان يتحرر فكره فيها .