ميدان او ميدانة ...... Meydan

ميدان او ميدانة ...... Meydan

Apr 26 2020

صالح عيسى
تقع قرية ميدان Meydan الى الجنوب الغرب من كوباني حوالي 31 كم ،وهي من القرى الأثرية
تسميتها :
جاءت التسمية من مكان الذي جرى فيه المعركة بواسطة الخيول ، لذلك يقال أحياناً أنه اسم لمكان سباق الخيول أي ملعب لسباق الخيول .
وهناك من فسرها بطريقة مختلفة قائلا إنّ التسمية جاءت من ( Mey + dan ) أي بمعنى إعطاء الخمر والمقصود هنا هو مكان لصناعة وتوزيع الخمور ويؤيد أقواله قائلاً: كانت توجد في التل الأثري أواني فخارية مخصصة لحفظ عصائر العنب كون المنطقة كانت تكثر فيها الكروم سابقا .
احتفظت باسمها لدى الدوائر الرسمية في الدولة السورية
تاريخها :
تعتبر قديمة جداً وهي بحاجة إلى أبحاث ودراسات وتنقيبات لتحديد دقة تاريخها ، وتاريخ سكانها من القدماء الذين سكنوا التل الأثري وتركوا الكثير من الأسرار خلفهم
إن تل ميدان الأثري مسجل لدى دائرة الآثار بحلب ويقع التل في الجهة الشرقية للقرية وهو غني جدا بالآثار المختلفة من القرميد (الآجور) وأواني فخارية كبيرة ولكنها محطمة وصولا الى الهياكل والجماجم البشرية وكذلك ما هو الثمين والنفيس (انتيكا Entîke ) حيث إن الأهالي قديما كانوا يشاهدون الكثير منها ملقاة على الأرض ويبيعونها بأسعار زهيدة.
حيث يوجد في شرقي القرية كهف معروف بإسم (işikevta Eyişê ) وكان حول هذا الكهف حزام من الأبنية المدمرة (الإطلال) وهذه الأبنية هي أيضا بحاجة الى التنقيبات ، وكل هذه الأماكن معروفة لدى الأهالي، وبالقرب منها ايضا يوجد بستان بري طبيعي وهو بستان تين البري يسمى بالكُردية (Hêjîr kerk ) بمساحة 30 ×10 م٢ وما زال مثمرا كما في الصورة أدناه ، أشجارها غير عالية حيث لا تتجاوز ارتفاعها مترين .
يوجد في القرية طاحونة ، منذ عام 1977 وهي الطاحونة الوحيدة في تلك المنطقة عندما كانت في قرية قملق وكانت معروفة باسم مطحنة الشعب وتم نقلها الى قرية ميدان وهي حاليا في موقعة غربي القرية على طريق دادالي وما زالت في الخدمة .
اما سكان الحاليين للقرية فهم حديثي العهد حيث لا يتجاوز سكنهم في القرية أكثر من مئة خمسين عاما وقبل ذلك التاريخ كانوا في قرية إيلاجاغ وانتقلوا منها إلى قرية قوشلي ديليا بسبب تصرفات الافندية بحق الناس حيث الاستبداد لجعل الناس خدم له ولحاشيته العثمانية .
جغرافيتها :
يحدها من الشرق قرية(Gird )كرد أحمد عيشة، ومن الجنوب قرية بله Bilê وقرية خليجك Xelîjik ، ومن الغرب قرية دادالي , ومن الشمال بعد الجبل قرى قوشلي ١+٢+٣.
اراضيها بعلية مخصصة للقمح والشعير والعدس ولكن في الآونة الأخيرة كثرت زراعة أشجار الزيتون ما يقارب (5000) شجرة زيتون بالاضافة الى الفستق الحلبي حوالي (3000 ).
ولهذا يعتمدون على الزراعة بالدرجة الأولى والأعمال الحرة بالإضافة إلى تربية المواشي ك (الأغنام )
يمر من القرية وادي كبير ويقسم القرية الى قسمين الشمالي والجنوبي وهو الأخطر من بين وديان المنطقة حيث يتشكل من اخاديد وتلابيب المنتشرة بكثرة على السفوح الهضبات الشرقية من جهة زرافيك وكورك وكرد احمد عيشة.
ان هذا الوادي قبل خمسين عاما كان عبارة عن جدول جاري لكثرة الامطار والثلوج على تلك الهضاب والجبال المحيطة به وآخر مرة تفجرت ينابيع هذا الوادي كان عام 1988 م ، ثم يتجه غربا الى قرية جقل ويران والقبة ثم الى مصبها في نهر الفرات .
عندما يتحدث المرء عن قرية ميدان لا بد ان يتذكر جبل ميدان حيث احتفالات بأعياد النوروز ، ويعتبر واحدا من اكبر جبال المنطقة في الارتفاع والمساحة والوعورة .
لقد بني على سفح الجبل الغربي أكبر مضخة مياه لإرواء القرية والقرى المجاورة لها حوالي (15) قرية في عام 2008 وقبل ان توضع في الخدمة ظهر خلل في جسم الحوض وهو تسريب المياه وقاموا بالإصلاحات إلا أن هذه الإصلاحات لم ترى النور حتى الآن ؟؟؟.
ففي عام 2008 قامت مديرية الزراعة بحلب بزراعة أشجار السرو على سطح الجبل والسفح الغربي منه وبلغ تعددها أكثر ( 27000) ألف شجرة حيث أعطى للجبل جمالا وأهمية للبيئة والطبيعة ولكن ما هو مؤسف تقلصت عدد الأشجار الى حوالي ( 15000 ) ، مع ذلك هناك فرصة للحفاظ على ما تبقى منها وحمايتها من الرعي الجائر والعابثين ،
ان هذا الجبل وهذه الغابة التي كنا نحلم فيها اصبحت حقيقة وأصبح ماوئ لأغلب أنواع الحيوانات والطيور مثل الحجل واليمامة والأرانب وزغب والثعلب وووو.
تعليميا :
توجد في القرية مدرسة ابتدائية صغيرة وحديثة تقع في الجهة الجنوبية من القرية الى الشمال من الوادي وتعود إلى التسعينات من القرن الماضي ، مع ذلك هناك من يحمل شهادات جامعية من أبناء القرية كالحقوق والاقتصاد والطب والصيدلة والتربية من كلا الحنسين بالإضافة إلى المعاهد المتوسطة والثانوية العامة .
السكان :
يبلغ عدد سكان القرية اكثر من (500) نسمة وهم من أصول عشائرية عشيرة علاء الدين فخذ (حشاوي سوران) وهم من القومية الكردية ويتكلمون اللهجة الكرمانحية ابا عن جد ويرتبطون بعلاقات القرابة مع كل من قرى شمه ١+٢ وقسم من قرية قناية ومثله مع القاسمية وقرية جقل ويران . يتميزون بضخامة البنية الجسدية مع طغيان الشقر عليهم ويمتازون باحترام الغير من خلال بناء وتمتين العلاقات الاجتماعية على أسس من المحبة والتسامح من جيل لجيل .
الخدمات:
تعاني القرية كما غيرها من القرى الكردية من الاهمال المتعمد من ناحية الخدمات باستثناء شبكة الكهرباء وطريق بقايا غير معبد قادما من قرية دادالي وبناء شبكة مياه الشرب إلا انها لم تدخل الخدمة وإن هذه الشبكة تأتي من نهر الفرات وشملت قسما كبيرا من القرى الواقعة بين النهر وقرية ميدان ، علما كان فيها آليات ومضخات كبيرة وضخمة وللأسف الشديد كل شيء أصبح في خبر كان .