مدنيات المهجر:اسئلة مرتبكة، وقلقٌ على الهوية

مدنيات المهجر:اسئلة مرتبكة، وقلقٌ على الهوية

Feb 21 2019

علاء الدين زيات
المشهد المدني في اللقاء الأخير للمجموعة الجغرافية التركية
من غير المتوقع أن تقدم أنشطة جماعية ليوم ونصف من نقاش مختلف المسائل خطوة داعمة لتجذير هوية المنظمات المشاركة ، على الرغم من طرح أسئلة مباشرة حول ذلك ، لأن عملية من هذا النوع تتم باستقلالية عالية جدا عن رغبات جغرافيه واحدة بعينها وبخاصة أن البعض يظن أن حمايتها من التذويب يمكن أن يتم بتطبيق إجراءات عزلها عن باقي الشركاء في المناطق الأخرى ، هو عمل أقرب للتبوغ منه للحماية .
وتبقى الإشارة مهمة أن رد الفعل المتوقع على فاشية المنتصر (منتصر شكلا) بفاشية التبوغ تلك تعني فشلا كاملا في تجذير الهوية لأن العدو الأول لفكرة العمل المدني هو عدم تجاوز تلك النظرة الإقطاعية للمجتمع.
ما يبدو عليه المشهد العام لهذا اللقاء هو لوحة سورية متراكبة من استمرار السباق والتنازع بين الأيديولوجيا والفكر المدني ، والتنازع بين المهمة الاقتصادية للعمل المدني مقابل الاجتماعية ، وتنازع بين فكر المؤسسة اللاربحية والمؤسسة التجارية وآخرا بين استنباط عميق للدروس المستفادة والبكاء على أطلال عبس وذبيان.
ليست خسارة أبدا عقد مثل هذه الاجتماعات لأنها واحدة من مساطر قياس وزن ومدى وعمق درجات النضج لما حققناه على مدى سنوات ومعيار بياني مهم للحركية العامة لمدنيات المهجر في صورتها الأوضح في تركيا حيث هي مرآة كبيرة عن حالة المجتمعات التي تمثلها .
واسمحوا لي متابعة استخدام مصطلح مدنيات المهجر مؤقتا طالما أن فكرة هذه المدنيات عن الاجراءات العملية لاختراق خطوط الصراع وردم الخنادق المجتمعية بقيت مشوشة ولا تغادر دائرة الأسئلة المرتبكة، فهي تظن أن تفاعلها مع الشركاء فقدان للهوية في حين أرى تلك الخطوة أولى خطوات الصعود لامتلاك الهوية .
تبقى مسألة أن حشدا بهذا الحجم بعضاً من أفراده لم يتحدث بأي فكرة هل يعتبر ذلك هدرا للمساحة ؟. ربما ولكن دون ابتكار آلية تضمين عادلة وموسعة وفعالة لا أظن أن مشاركة عدد من الصامتين يعد خطأ ، فما دام أن لا هرمية من نوع تنظيمي داخلي للمنظومة المدنية تتيح ذلك التضمين وتعززه وتكون مسؤولة عنه ستظل تلك الحالة قائمة.
أذكر أن ورقة الاجندة التي حددها المشاركون تضمنت منح ذلك الدور التنظيمي لرابطة الشبكات مرحليا ، لكن فكرة التبوغ المطروحة كتوصية لا تبقي من فكرة الهرمية الا أوراق خريف ، وهو خريف تجلت ملامحه في العديد من مناحي النقاش