فيلم

فيلم "هونرا به خته وَر" ..لجان بابير في هولير

Nov 02 2018

برجاف|هولير-روهين بكر
ضجّت قاعة فندق الكابيتول بالناس، أتو من أحياء هولير ( عاصمة إقليم كُردستان)ليشاهدوا أول مرة عرض الفيلم السينمائي بعنوان "هونره به خته وَر"، فيما أطفئت الأنوار ، وكما لو أنهم في القاعة المخصصة للسينما، وساد الصمت في لحظة توجيه جان كاميرته إلى لحظة قيامة كُوباني، وهي الصوّر التي أتت بمثابة التقديم للفيلم لم يحضروه إنما سمعوا قصته عبر الصفحات الزرقاء.
والفيلم الذي يسلط الضوء على أهم مشاكل الناس في كُوباني ومثيلاتها من مدن روجافا يعود إلى المخرج والروائي جان بابير.

وشيئاً فشيئاً وجدوا الحضور أنفسهم جزء من الشخوص " هونره به خته وَر" بعد أن أحضرت كاميرا جان بابير صور دفن الشهداء ورثاء النسوة اللواتي فقدنّ أخواتهنّ وآزواجهنْ دون أن يعرفوا الحضور إنّ محور الفيلم يدور حول المأساة الإنسانية والغرامية لبطلة الفيلم وهي فتاة من مدينة كُوباني، قضى أهلها في مجزرة كُوباني (ليلة الغدر) التي ارتكبتها داعش بحق المدينة.

مشاهد تجذب عيون الحضور وتمسك بيدهم ليعيدوا بذاكرتهم حالة اغتصاب النسوة في أيام داعش، خاصة عندما تحدثت البطلة وأعادت بذاكرتها صورة كيف أن داعش أسرها واغتصابها من قبل عنصر داعشي، ضخم القامة ، ملثم بقماش أسود كما كانت أيام الكوبانيين، وما تركت من آثار بالغة السوء في شخصية بطلة الفيلم والتي كاد أن تجد جغرافيّة كوباني بنمسا سواء عندما شبّه احدى الأنهار هناك بنهر الفرات أو ذاكرتها التي لم تفرغ من كلام أمها التي قتلتها داعش مع كل أهلها مثل شجرة الخير في " مشتنور".

وسرعان ما تنقلت الكاميرا من حدث كان قد ألم الجميع وأوجعهم إلى حدث الرحلة الشاقة مع عائلة صديقة ولجوئها إلى ألمانيا حيث تبدأ بالتعرف على شاب شاعر من مدينتها فيخوضان سوياً حالة "عشق استثنائية".

يسلط الفيلم الضوء على حالة من التناقض بين شاب يتقبلها كروح قبل كل شيء، حتى بعد معرفته بقصة اغتصابها. وعن شاب قريبها ومنغرق في العلاقات المشبوهة، وكيف انه يطالب بدمها لغسل عاره قبل كل شيء.. كما يحدث في نهاية الفلم عندما يهاجمها بالسكين في شوارع فيينا الواسعة ويرديها قتيلاً بعد أن هاتفها صديق زوجها بأن زوجها تم سجنه وسيتم نقله إلى هنغاريا لانّ كان قد أبصم هناك قبل التجائه إلى فيينا.

الفيلم ورغم انخفاض مستوى التقنية المستخدم في الإضاءة والصوت والمؤثرات.. إلا أنه أثر في الحضور بشكل كبير ، وذلك بسبب القصة المحبوكة للفيلم والجهد المبذول عليه .

ولم يغب في بال الحضور في نهاية عرض الفيلم النقد، ووجه إلى جان بابير الذي استمتع إلى ملاحظات وانتقادات الحضور لعمله، وبأدوار الشخصيّات ومدى إتقان أدوارهم. ووجه العديد منهم ملاحظات نقديّة عن التقنية والموسيقا المستخدمة في الفيلم واللهجة المحكى بها.. إلا أن الانتقادات أخذت بصدر رحب على محمل الجد، كي تؤخذ بعين الاعتبار في القادم.