عن أولوياتنا..

عن أولوياتنا..

Feb 06 2019

فاروق حجّي مصطفى
ذات مرة، سئلني صديق، وهو أكاديمي كُردي سوري، عن فيما إذا يتوفر كتاب عن "الأولويات"؛ طبعاً مرد سؤاله هو إنّنا أصبحنا لا نميز الأولويات، أو لا نحسن ترتيب أولوياتنا، لا سياسياً، لا حتى في حياتنا العامة، ولا اجتماعياً، إذ لا نعرف حتى كيف نرتب واجباتنا الإجتماعية!؟
منذ انطلاقة الثورة السّورية، لا يستطيع السوريون تحديد أولوياتهم، ولعل ذلك هو من أحد أسباب إخفاقنا. تحديد الأولوية تعني الدراية التامة لإستحقاقاتك، وهذا يعني أنّك أصبحت تعرف ماذا يتوجب عليك فعله، وقد تعرف ذلك لكنك لا تعرف أيّ بندٍ من هذه الإستحقاقات يجب فعله اولاً، أو تباشر بأي بند.
في العموم إنّ مسألة الأولويات، هي جزءٌ لا يتجزأ من صياغة الإستراتيجية، ومن لا يعرف ترتيب أولوياته لا يستطيع صياغة استراتيجيته، ومن لا يملك استراتيجية كما لو أنه غير موجود أصلاً.
وهذا الأمر ينطبق إلى حد بعيد على غالبية سياسيينا ونشطائنا في الشأن العام.
سياسيينا لا يميزون بين أولوية السلام والحرب، إذ غالبيتهم يرون إنّ الحرب ربما تفتح آفاقاً للسلام، ونشطاؤنا أيضاً ينسون ما يترتب عليهم من موجبات العمل، فيقفزون على أولويات السلام.
في الإسبوع الأخير نشطائنا أهلكوا الشارع بصراعاتهم الحزبية، وخاصة عند زيارة وفد الهيئة، و هؤلاء النشطاء نسوا بأنّ الأولوية الأولى هي القضية ومصلحة الناس. فالصراع الحزبي هو الذي أصبح أولوية بالنسبة لهم ولعلّ القضية أصبحت نهاية الهم.
بقي القول، بأنّه، من يريد أن يكون في الشأن العام عليه أن يحدد أولوياته، لأنّه لايوجد شأن العام ونضال بلا خطة عمل، والخطة تعني الملامح العامة للإستراتيجية؛ والإستراتيجية يمكن بناؤها على لبناتها الأولى وهي تحديد الأولوية؟!