شيرين شيخو:كل كتبي تحمل نكهة كُوبانية، لكن لدي قصائد وكتابات تخصُ بشكلٍ كبيرٍ كُوباني والكُوبانيين وحجمُ الألم والمعاناة..

شيرين شيخو:كل كتبي تحمل نكهة كُوبانية، لكن لدي قصائد وكتابات تخصُ بشكلٍ كبيرٍ كُوباني والكُوبانيين وحجمُ الألم والمعاناة..

Nov 12 2021

الكاتبة والشاعرة الكُوبانية التي اتخذت الكتابة والشعر صديقين مخلصين، واعتبرت كل حرفٍ من حروفها توثيق لحقائق الواقع التي تمر بها، ووضعتْ نفسها تحت مسؤولية إبراز الحقيقة وتجسيد الواقع بصورة مبسطة عبر كلماتها.
كان لبرجاف مع ابنة كُوباني الكاتبة والشاعرة شيرين شيخو الحوار التالي:
- منْ تكون شيرين شيخو؟
أنا شيرين شيخو، ابنة مدينة كوباني ولدتُ وترعرعتُ في أحضان قرية كوربينكار، ودرستُ المرحلة الابتدائية هنا في قريتي ومن ثم انتقلتُ لمتابعة المرحلة الإعدادية في كُوباني، وبعد ذلك لم أدرس المرحلة الثانوية بشكل نظامي أي لم أداوم بالمدرسة الثانوية (الصف العاشر والحادي عشر)، قدمتُ البكالوريا بالنظام الحر، وبهذا النظام فقط كان بإمكان الطالب أن يدرس منهاجه الضخم في البيت دون الدوام في المدرسة وفي نهاية العام يتقدم للامتحانات النهائية، متزوجة من ابن عمي، وأنا ام لـ صبي وفتاة.

- ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك؟
في الحقيقة الكتابة بالنسبة لي أمرٌ مقدس، وصديقي المخلص الذي بإمكاني مشاركته آلامي وأحزاني وأفراحي ولحظات سعادتي في أي وقت ومكان، فهي الوسيلة التي أستطيعُ التعبير عن نفسي من خلالها دون احتياج أحد، وأعتبرُ الكتابة مصدر البوح لصديقٍ موثوقٍ بما لا أستطيع التعبير عنه.

- كيف تعللين تأثير الكتابة عليكِ؟
أشعر بالراحة والوضوح عندما اكتب، لا أستطيع أن أوصف ذلك التأثير إلا بوصفه شعوري الجميل وإحساسي المقدس، فالكتابة هي الشاهد الذي يوثقُ معي الحقائق التي أصادفها على كافة المستويات سواءً كان على مستوى الحزن أو على مستوى الفرح فهي تفرض نفسها بلطفٍ ورفقٍ علي وتجعلني استسلمُ لها بهدوء وأمان، وإنّها إثبات لما يجولُ ويدورُ في داخلي.

- تعيشين في الريف وتستمتعين بالحياة الريفية، فما هي صلة الوصل بين الريف وكتاباتك؟
نعم أعيشُ في الريف وأظنُ الطبيعة الريفية هي إضافةً جميلة أخرى تساعدني وتشاركني الكتابة، ففي الطبيعة لا مكان للتزييف وموطن الحياة الطبيعية، وتمنحني تلك الطبيعة الفكر الحر والتأمل العميق، فكل ما يحيط بي في القرية يقاسمني ويشاركني في الكتابة فالجلوس تحت ظل الشجرة إحساس بأمان مطلق كي أشكو وأسرد لها ما لا أستطع التعبير به لأحد وأنثر حروفي تحت ظلها باطمئنان، وكذلك الحيوانات الريفية لهم تأثير كبير جداً على نفسيتي، فزقزقةُ العصافير لحنٌ سرمدي لقصائدي وأجنحتها مصدرٌ لتحليق وطيران حروفي.

- نبذة بسيطة عن كتبك ورواياتك؟
أول كتاب قمتُ بطبعه ونشره هو كتابي " لأنها انثى ", بعد ذلك قمتُ بطبع ونشر كتابي الآخر الذي كان تحت عنوان " القبيلة تستجوب القتيلة" وهذا الكتاب كان تصويراً وتعبيراً عن حادثة عشائرية جرتْ في محيطي مما وضعني تحت مسؤولية سرد الحقيقة عبر كلماتي وكتاباتي بأسلوب شعري وعلى هيئة حكاية في وقتٍ قصيرٍ وعلى عجلة، وكان بمثابة توضيح لمحيطي والناس بأنّ ما كل ما يُقال هو الحقيقة فهناك ضحايا لتلك الحقيقة، وهذا الذي يجب علينا تدارك قيمته والشعور به. وكتابي "عقيدة الألم " كان عبارة عن قصائد قومية وإنسانية ووجدانية، ولدي الكثير من الكتابات والقصائد المكدسة في الوقت الراهن لكن لستُ مهيئة لجمعها وتجهيزها للنشر وأتمنى أن أستطيع إلمامها في المستقبل القريب وطبعها ومن ثم نشرها وإضافة ًإلى ذلك لدي تفكيرٌ عميقٌ بأسلوب الرواية ولدي نية أن أخوض تجربة كتابة الرواية في المستقبل.


-هل لديك كتاب ذو إيقاع خاص بالنسبة لك، أي يميزه عن بقية كتبك؟ لماذا؟
في الحقيقة أحببتُ جداً كتابي عقيدةُ الألم " لأنّه كتاب معاصر فبالرغم من أنّه أقدم كتبي إلا أنني أحسه يجسدُ حالتنا الحالية الراهنة وأعودُ إليه كلما أصادفُ موقف محدد، ومهما يمرُ الزمن ستكون قصائدي في ذلك الكتاب خيرُ مصورٍ ولسان عن حال الواقع.

- كونك امرأة وصاحبة قلم وحرف، كيف تعبرين عن المرأة في كتاباتك؟
بلا ريب المرأة هي قضيتي الأولى في كتاباتي، وكتابي "لأنها أنثى" خصصته عن المرأة بشكلٍ مباشر. كوني امرأة فأنا مهتمة جداً بالأمور والقضايا التي تتعلق بالنساء بشكلً عام وأرى أني مسؤولة عن كل امرأة وسيدة تتعرض للظلم والإهانة بمختلف الجوانب، علماً أنّي مقتنعة تماماً أنّ وضع ومستوى الحضور النسائي في مختلف المجالات أصبح أفضل عن سابقه وأثبتتْ نفسها بجدارة بالمكان والمكانة اللذان يروقُان لها وأنا دائماً متأهبة أن أساعد المرأة قدر المستطاع وأكون إلى جانبها.

هل شاركتِ مسابقات أدبية؟ أين؟
بلا شك شاركتُ وحضرتُ العديد من المسابقات الأدبية فمنذ ثلاث او أربع سنوات حضرتُ مهرجان "الأدب وفن المرأة لشمال شرق سوريا " في قامشلو وقرأتُ هناك قصيدتي التي تحملُ عنوان "بارين" ونلت الدرجة الأولى على مستوى الشعر والقصيدة وتم تكريمي بجائزة، وغيرها شاركتُ بمسابقةٍ عبر Facebook أيضا نلتُ المرتبة وتم تكريمي وتلك المسابقة باللغة العربية.

- كيف أثرتْ أزمة سوريا بشكل عام وأزمة كوباني بشكل خاص عليكِ وكتاباتك؟
الأزمة السورية أجبرتني عنوةً للعودة إلى متابعة الكتابة ثانيةً لم أستطيع تحمل هول المصيبة، وأكملتْ المأساة هجرة كوباني وحملتني هموماً أكبر من طاقتي وقيدتْ أحاسيسي ومشاعري بالكتابة ولا سواها، فمشاهد الموت والاستشهاد كانت ترافقُ كل منزل، المعاناة كانت جماعية ومأساوية لذلك لا إرادياً عدتُ الى الكتابة مع مشاعر الحزنِ والألمِ والظلم الذي لم يعد يُحتمل.

- هل لديك كتاب يمثل كُوباني والكوبانيين؟
كتابٌ خاص بكوباني ليس لدي إنما كل كتبي تحمل نكهة كُوبانية، لكن لدي قصائد وكتابات تخصُ بشكلٍ كبيرٍ كُوباني والكُوبانيين وحجمُ الألم والمعاناة التي عانوه وعاشوه.

-"جبران خليل جبران " تقرأين له وتستمتعين له جداً، ما الذي يميزه عن الآخرين من وجهة نظركِ؟
نعم جبران له وقع خاص على نفسيتي استمتع بكلماته وتعابيره القريبة جداً من شخصيتي أشعر وكأن كلماته تمثلني وقريبة جداً لأفكاري وتلامسُ روحي، فهو يجسدُ الإنسانية بكتاباته واستمتع كثيراً بقراءة كتبه.

-في الآونة الأخيرة برزت في كوباني موهبة الكتابة بشكل أفضل من قبل؟ ما رأيكِ بتدفق هذه الموهبة؟
موقع الفخر والسعادة تدفق تلك الموهبة بشكلٍ أفضل من سابقه ولا سيما كتابات النساء والشابات التي برزتْ في المساحة الأدبية في الآونة الأخيرة، ومن الجميل جداً بروز تلك الموهوبات وأتمنى التوفيق والمزيد من التألق لحروفهن بشكلٍ خاص وكل التوفيق لجهود كل من يكتب.

- عملتي في مرحلة زمنية قصيرة كمدرسة، كيف كانت تجربة التدريس معك؟
نعم عملتُ كمدرسة وتوظفتُ على شهادة بكالوريا كانت تجربة ممتعة وقيمة وجعلتني أدرك قيمتي وقيمة محيطي ومجتمعي وإيصال رسالة لأبناء مدينتي، فالتدريس مهنة شاقة ومهمة بنفس الوقت فمن الجميل جداً تربية جيل وتوعيته بالوسائل التعليمة وإضافة لمسة جيدة للجيل أمر عظيم.

- كلمتك الأخيرة لنا "برجاف"!
أنا من متابعي برجاف منذ سنين وفخورة جداً بنشاطاتهم وإسهاماتهم، أحمل كل الود والتقدير لبرجاف وكادرها وأتمنى لهم المزيد من التقدم والنجاح والاستمرار في دعم مجتمعنا وتوعيته.