سقوط كاوى ...سقوط كُرداغ

سقوط كاوى ...سقوط كُرداغ

Mar 18 2018

فاروق حجّي مصطفى
لا يهمنا كثيراً ماذا سيجري بعد سقوط عفرين، نحن أكلنا ضربتنا وانتهى الأمر، كانت الضربة قاتلة، نذرت إلى توجهات مخيفة، فمن لا يميّز رموز الناس لا يستطيع حكمهم، ومن يضرب في صلب الهويّات يضرب المكون في صميمه، هكذا فعلت القاعدة في افغانستان، المراد من هذا الفعل هو إمحاء التاريخ واستبداله بتاريخ يبدأ بالظلاميّة، وهذا ما فعله داعش في الموصل، وقبل ذلك عندما دمروا قبور آباءنا في قُرانا في شمال سوريا وأقاموا القيامة في تدمر .
الذين يشبههم دمروا تمثال أبو علاء المعري في معرة النعمان، وبعد ذلك دمروا تمثال أحد أبرز قيادات في مرحلة الإستعمار إبراهيم هنانو في ادلب
من هؤلاء الذين يأتون ويريدون فرض حكم لبلد لا يعرفون قيمها ولا يميّزون رموز تحررها ؟ نعم هم أتو من خارج التاريخ وبهذا المعنى أجسام وكيانات غريبة.
تدمير رمز حريّة الكُرد والشعوب المتعايشة معهم يعني المراد من ذلك:
- محو تاريخ ووجود الناس وإغلاق منافذ حريتهم.
- ضرب ما يجمع الشعوب وروابط تعايشهم في الحريّة.
- ضرب الرموز وروحية رفض الطاغي لدى الناس .
كاوى حداد، هو رمز التحرر وإن كان بنسبة لكل الشعوب إلا أن لدى الكُرد يشمل الهويّة والوجود والبقاء وناقوس للتمسك بالسلام، وعند تدمير التمثال كان المراد ضرب هذا الوجود، فإن لم يحدث التغيير الديموغرافي فإن التاريخ بعينه تم إمحائه وهذا مثار للخوف الكبير .
هو ليس تصرّف فرديّ، إنما مخطط ومبرمج ومن كسرّ التمثال يعرف ما يفعل، ومن يسيل لعابه ، أن عفرين وقعت في أيديهم فإنهم لا يميزون ما بين القيّم والكرامة .
لكل مكون اجتماعي- سياسيّ هويته ورموزه، والذين لا يقّدرون أو يحترمون الهويّات ومركباتها ،فإن ذلك يعني أنهم يضعونك في خانتهم أي في خانة "اللا تاريخ ! ."
الذي حدث في عفرين، من رفع العلم التركي، ومن ثم الإسراع في تدمير رمز الحريّة "كاوى الحداد"، والشروع في جمع الغنائم أي سرقة أموال وأملاك وأغراض الناس، هو لا يهدف إلى فرض الظلم فحسب إنما يهدف إلى إمحائك من التاريخ؛ ولذلك فسقوط كاوى الحداد هو نفسه سقوط عفرين لا في التاريخ فقط ،إنما في جغرافيّة الشمال ككل!
وهنا مربط الفرس .