سقوط كاوى ...سقوط كُرداغ
فاروق حجّي مصطفى
لا يهمنا كثيراً ماذا سيجري بعد سقوط عفرين، نحن أكلنا ضربتنا وانتهى الأمر، كانت الضربة قاتلة، نذرت إلى توجهات مخيفة، فمن لا يميّز رموز الناس لا يستطيع حكمهم، ومن يضرب في صلب الهويّات يضرب المكون في صميمه، هكذا فعلت القاعدة في افغانستان، المراد من هذا الفعل هو إمحاء التاريخ واستبداله بتاريخ يبدأ بالظلاميّة، وهذا ما فعله داعش في الموصل، وقبل ذلك عندما دمروا قبور آباءنا في قُرانا في شمال سوريا وأقاموا القيامة في تدمر .
الذين يشبههم دمروا تمثال أبو علاء المعري في معرة النعمان، وبعد ذلك دمروا تمثال أحد أبرز قيادات في مرحلة الإستعمار إبراهيم هنانو في ادلب
من هؤلاء الذين يأتون ويريدون فرض حكم لبلد لا يعرفون قيمها ولا يميّزون رموز تحررها ؟ نعم هم أتو من خارج التاريخ وبهذا المعنى أجسام وكيانات غريبة.
تدمير رمز حريّة الكُرد والشعوب المتعايشة معهم يعني المراد من ذلك:
- محو تاريخ ووجود الناس وإغلاق منافذ حريتهم.
- ضرب ما يجمع الشعوب وروابط تعايشهم في الحريّة.
- ضرب الرموز وروحية رفض الطاغي لدى الناس .
كاوى حداد، هو رمز التحرر وإن كان بنسبة لكل الشعوب إلا أن لدى الكُرد يشمل الهويّة والوجود والبقاء وناقوس للتمسك بالسلام، وعند تدمير التمثال كان المراد ضرب هذا الوجود، فإن لم يحدث التغيير الديموغرافي فإن التاريخ بعينه تم إمحائه وهذا مثار للخوف الكبير .
هو ليس تصرّف فرديّ، إنما مخطط ومبرمج ومن كسرّ التمثال يعرف ما يفعل، ومن يسيل لعابه ، أن عفرين وقعت في أيديهم فإنهم لا يميزون ما بين القيّم والكرامة .
لكل مكون اجتماعي- سياسيّ هويته ورموزه، والذين لا يقّدرون أو يحترمون الهويّات ومركباتها ،فإن ذلك يعني أنهم يضعونك في خانتهم أي في خانة "اللا تاريخ ! ."
الذي حدث في عفرين، من رفع العلم التركي، ومن ثم الإسراع في تدمير رمز الحريّة "كاوى الحداد"، والشروع في جمع الغنائم أي سرقة أموال وأملاك وأغراض الناس، هو لا يهدف إلى فرض الظلم فحسب إنما يهدف إلى إمحائك من التاريخ؛ ولذلك فسقوط كاوى الحداد هو نفسه سقوط عفرين لا في التاريخ فقط ،إنما في جغرافيّة الشمال ككل!
وهنا مربط الفرس .
-
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023 -
شكوى في سويسرا تتّهم الرئيس الإيراني بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»
Dec 13 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018