زرك..Zerik.. الزر

زرك..Zerik.. الزر

Mar 30 2020

صالح عيسى
تقع قرية زرك إلى الجهة الغربية من كوباني على مسافة 28 كم وهي من القرى الفاصلة بين سهل برجم والقراج.
تسميتها :
هناك عدة الروايات حول التسمية ، إحداها تقول بأن التسمية جاءت من مرض اليرقان (Zerik ) حيث كان هناك من يعالج هذا المرض بطرق بدائية بالأعشاب البرية لعدم وجود أطباء حينها ومع مرور الزمن قالوا عنها زرك، أي مرض اليرقان.
اما الرواية الثانية تقول بأن الماء الذي كان يجري من النبعة كان يترك أثره على الأحجار ويصبغه باللون الأصفر ومنها جاءت التسمية ، وفي مجمل الأحوال تم تعريب إلى (الزر) .
ففي سجلات الاحوال المدنية "النفوس " فهي (زرك)
إما لدى مديرية المصالح العقارية فهي (الزر)
تاريخها :
القرية كانت مأهولة ببعض العائلات من عشيرة (برجان ) قبل أن يرحلوا منها ، ولكننا لم نتمكن من معرفة تاريخها على وجه الدقة لقلة المعلومات لدينا ولدى من استطلعنا آرائهم.
لكن القرية كانت مأهولة بالسكان منذ مدة طويلة أي قبل أن يسكنوا فيها (البرحان ) وسكانها الحاليين والذين جاءوا من قرية تعلك المجاورة منذ أكثر من مئة عام وخرجوا من تعلك باتجاه أراضيهم وسكنوا زرك.
لقد كان في وسط القرية بئر ماء وحيد ويعتبر من الآبار القديمة لأن الأهالي الذين جاءوا من قرية تعلك استقروا بالقرب من البئر حسب العادات والتقاليد .
جغرافيتها :
حدودها : يحدها من الشمال قرى تعلك ،بيرالوس،هوران، ومن الشرق قرية سيف علي ، ومن الجنوب قرية عوينة زكو، ومن الغرب سهل برجم فرات على مد النظر لأكثر من 3كم حيث ناحية الشيوخ ونهر الفرات معا .
أراضيها سهلية من الغرب ومتموجة من باقي الجهات ففي الجهة الجنوبية من القرية هناك تلة تعرف باسم تل(عين فس) ومن الشرق وادي كبير جدا ويعرف ب وادي احمر (Veyîda Sor) أما الشمال يعرف بالجبل نسبة إلى جبل قرية تعلك ولا يبعد عن القرية سوى 1,5 كم .
يمر من القرية وادي كبير وهو قادم من الشرق من قرية درب النوب وبستك وهو من الوديان الخطرة أثناء الفيضانات وجريان السيول ويقسم القرية إلى قسمين ولكن اغلب البيوت في الجهة الشمالية من الوادي .
يمر من القرية طريق معبد قادما من قرية هوران ويمر من وسط القرية ثم يتجه إلى الغرب نحو ناحية الشيوخ وكذلك طرق بقايا بينها وبين قرية تعلك ومثله مع قربة سيف علي.
اكثر من 80% من أراضيها سقي و زراعتها القمح ، الشعير ، العدس، الكمون، السمسم ، الذرة الصفراء، والأكثر رواجا القطن، وكذلك الأشجار كالزيتون , الفستق واللوزيات .
يعتمدون على الزراعة بالدرجة الأولى وتجارة الحرة خاصة تجارة المواشي (الأبقار والأغنام) وهي من القرى المعروفة في هذه المهنة .
اما نبعة عين فس (EYINE FIS)
تقع هذه النبعة في الجهة الجنوبية من القرية على طريق قرية عوينة بالقرب من تلة عين فس وهذه النبعة كانت تجري حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي والآن جفت نتيجة تغييرات مناخية شديدة الحرارة وقلة الأمطار وكثرة الآبار الارتوازية ، وكان تصدر من مياه هذه النبعة روائح تشبه روائح بيض المسلوق او روائح غازات التي من تخرج من بطن الإنسان ولهذا سميت بعين فس ، علما أن سبب هذه الروائح هو وجود عنصر الكبريت في الماء وهذا يعود إلى الطبيعة الجيولوجية للأرض حيث تمتاز كل منطقة جغرافية بعناصر طبيعية خاصة بها ولكن الإهمال السياسي المتعمد طغى على كل ما هو جميل واخفاه عن الأعين.
التعليم :
فيها مدرسة ابتدائية منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي وحاليا هناك مدرسة حديثة تقع في الزاوية الشمالية الشرقية على طريق قرية دربازنا هوران ، على الرغم من كثرة عدد سكان القرية إلا أن نسبة التعليم فيها متدنية ،وفي الآونة الأخيرة زاد أعداد المتعلمين وأصحاب الشهادات الجامعية إلا أن ظروف الحرب جعل أغلبهم لم يكملوا دراستهم الجامعية مع ذلك هناك شهادات جامعية مثل ( الحقوق ، الآداب والعلوم الإنسانية ،المعاهد المتوسطة، والثانوية ) .
السكان :
عدد سكانها اكثر من (900) نسمة وهم من أصول عشائرية عشيرة بيجان فخذ (آنكليان، دهامان، سعيدان) وهذه الافخاذ هم أبناء العمومة و من القومية الكردية ويتكلمون اللهجة الكرمانحية ابا عن جد ولديهم علاقة القرابة مع قرى تعلك بيرالوس دربازن دار ، وهناك فخذ رابع إسمه أبو دبشي عندما سكنت القرية واختلطت مع الكرد قلبا وقالبا حيث المصاهرات والتضحيات في سبيل القضية الكردية ويتكلمون الكردية كلغة الام مع نسيان اللغة العربية من قبل الأطفال أطفال تلك العائلة.
ويمتاز اهل زرك بالبساطة والتسامح مع الجوار.
وهناك مقولة عن القرية يقال بأن لديهم بعض الأشخاص يستطيعون أن يصيب الآخرين بالعين (عين الحسد ) وقد حبكت الكثير من القصص عنها.
الخدمات:
تعتبر قرية زرك من القرى المحظوظة قليلا حيث هناك عدة طرق معبدة وكذلك طرق بقايا تربطها بالقرى المجاورة ويعزى سبب في ذلك إلى نقل مستودعات الأسمدة من ناحية الشيوخ إلى القرية بسبب الرطوبة العالية في الشيوخ لوقوعها بالقرب من نهر الفرات، حيث تم إشادة عدة المستودعات في القرية في الجهة الجنوبية منها مع سور عالي تحيط بها.
وكذلك بناء فرن آلي صغير ضمن تلك المستودعات وما زال الفرن يخدم اكثر من 50 قرية بمادة الخبز .
والآن يتم بناء معمل صغير للكونسروة (صناعة دبس معلب ) والمواد التي يمكن حفظها في المعلبات في القرية ضمن تلك المستودعات.
وكذلك لا ننسى خدمة محطة الوقود (كازية ) التي تم اشادتها في الجهة الغربية من القرية والى الشمال من الطريق القادم من الشيوخ .
كل هذه الخدمات بسيطة جعلت من القرية مركزا مهما بالإضافة إلى مجموعة من المحلات التجارية ، بقاليات عددها اربع وكذلك محل حدادة، وفيها شبكة الكهرباء منذ التسعينات من القرن الماضي.
ولكن مشكلة القرية تكمن في تأمين مياه الشرب وهذا يشكل أكبر عائق لأبناء القرية حيث إن مياهها غير صالحة للشرب .
ولا ننسى خدمة شبكة الهاتف المحمول خاصة بعد بناء برج لشركة سيرتيل على هضبة صغيرة في الجهة الغربية من القرية قبل الأزمة و تبعد عن القرية حوالي (500 ) وكذلك هاتف أرضي لفترة محددة ثم توقفت نهائيا .
وكان هناك معمل لصناعة الخراطيم ولكن توقف عن العمل بسبب سرقة كافة أدواتها خلال فترة النزوح 19/9/2014 يوم الأسود وبعدها .