تعلك  ======= Tehlik

تعلك ======= Tehlik

Mar 20 2020

تعلا ========
اجي قوي=====
المالح =======
صالح عيسى
تقع قرية تعلك في الجهة الغربية من كوباني على مسافة من 30 كم وتشكل الحد الفاصل بين السهل والقراج .

تسميتها :
تعلك Tehlik كلمة كردية أصلية وهي تصغير من كلمة تعل Tehilوتعني(المر ) حيث هناك عدة الروايات حول التسمية إحداها تقول بأن التسمية جاءت من النبات الحنظل المعروف بمرارته والذي كان موجودا بكثرة حول القرية لا سيما على السفح الجبل وهذه الرواية غير موثقة .
ولكن المؤكد هو أن مياه آبار القرية غير صالحة للشرب لاحتوائها على عنصر الكبريت بكثافة عالية جدا ،وعند التذوق تعطي طعم أو نكهة المرارة Tehil.
اما لماذا ورد كلمة (اجي قوي ) في سجلات الاحوال المدنية والتي تعني البئر المالح حسب اللغة العثمانية يقال بأن في السبعينات القرن الماضي جاء إلى القرية ( أمين السجل المدني) لتسجيل الواقعات الجديدة وهذا الأمين (من المكون التركماني) ولم يعجبه اسم تعلك فطلب ترجمته إلى التركية وكانت ( اجي قوي) اي البئر المالح وتم تدوينه في السجلات الرسمية وانتقلت هذه العدوى العنصرية إلى الجوار من المكون العربي حيث يلفظونها (المالح) وكل هذه التغيرات لم تشفع لها ولم تشفع غليل العنصريين فتم تعريبها إلى (تعلا) وبذلك نلاحظ :
١= اجي قوي :== في سجلات الأحوال المدنية (النفوس) .
٢= تعلا : == في سجلات مديرية المصالح العقارية .
٣=المالح : == لدى الجوار العربي .
٤= تعلك : == و ستبقى تعلك .
تاريخها :
تعتبر من القرى قديمة جدا حيث تل الأثري الذي يتوسط القرية والكهوف القديمة وهذا يدل ان القرية كانت آهلة قديما من دون معرفة من سكنوا فيها ، حيث أن التل الأثري و الكهوف يخفيان خلفهما الكثير من الأسرار المدفونة في باطنهما إلا ما ندر من العملات القديمة تعود لعصور مختلفة من الرومانية الإسلامية والعثمانية وكذلك القرميد وهي دلالة على الذين مروا من هنا .
وكل هذه الأماكن بحاجة إلى بعثات علمية للتنقيب كالتل وماحوله من الكهوف والقنوات الري لفك الأسرار والالغاز حينها سنعرف تاريخ القرية وساكنيها من الأقوام السابقة إن كانوا من السكان الأصليين أم من الغزاة .
إن التل تتوسط القرية وهو هرمي الشكل والى الشرق من التل على مسافة مئتا متر نجد كهوفين في الزاوية الشمالية الشرقية من القرية ، وقسم من هذه الكهوف مازالت مكشوفة وكانت تستخدم حتى وقت قريب من قبل الأهالي .
وفي الجهة الجنوبية من القرية هناك منطقة مرتفعة قليلا والآن أصبحت في وسط القرية تقريبا تدعى (زيارت) زيارة شيخ مصطفى وهو ( مكان مقدس بنظر الأهالي ) والى الجهة الشرقية من الزيارة نحو الانحدار إلى الوادي نجد صخرة مستديرة قطرها حوالي مترين تسمى ب (Zinarî def ) كون قرص الصخرة تشبه قرص الطبل وما زالت الصخرة موجودة يقال بأن اتجاهها نحو الشمس .
يقال بأنه كانت هناك قنوات الري تجري من شمال التل وتحت الأرض ولذلك نجد أحيانا بعض الانهيارات بسيطة .
جغرافيتها :
حدودها : تحدها من الغرب سهل باتجاه نهر الفرات حيث قرية العواصي ، ومن الجنوب قرية زرك ، ومن الشرق قرية بيرالوس، ومن الشمال قريتي دربازنا دار و جب الفرج.
أراضيها قسم سهلي في الجهة الغربية والجنوبية الغربية و جبلي من الشرق ومتموج من الشمال .
اكثر من 70% من أراضيها سقي باستثناء سفح الجبل ومحيطه ، أما زراعتها القمح والشعير والعدس، الذرة الصفراء، السمسم ، والأكثر رواجا كان القطن ، وأخيرا أدرك الناس أهمية الشجرة فقاموا بزراعة الزيتون بأعداد جيدة ولكي لا ننسى بأن تعلك كانت تشتهر سابقا بأشجار التين والمشمش .
ان مساحة القرية قد توسعت بشكل كبير جدا في العقدين الأخيرين بعد أن بادر الناس الى البناء في المزارع المحيطة بالقرية .
وفي الجهة الجنوبية من القرية هناك مقبرة القرية على طريق قرية عوينة القديم ، يمر من القرية عدة طرق منها معبد ومنها زراعي باتجاه زرك وبيرالوس ودربازن وعواصي وجب الفرج . اما وادي تعلك والمعروف في الجهة الشرقية من القرية باسم Kelitê ليس من الوديان الخطرة يأتي من الشرق ويفصل الجبل عن القرية وكذلك يقسم تعلك الى قسمين الشمالي والجنوبي ، وعند فصله القرية إلى قسمين يأخذ اسم كافل (kavil ) وكان فيه بئر قديم إلا أنه ردم ، وسابقا كان يجري فيه الماء دون انقطاع وأغلب الجيل الجديد لا يعرفون ذلك ومنهم لم يسمعوا به مطلقا .
والى الشمال عنها على الطريق قرية دربازنا دار نجد مجموعة صخور غير مرتفعة عن الأرض وتسمى ب (Se Rêja ) .والى الغرب منها على الطريق قرية جب الفرج هضبة قليلة الارتفاع تسمى ب ( Çûrt ) جورت وقراج ترح (Tirh).
تعليمياً :
تعتبر قرية تعلك منبرا تعليميا مهما حيث فيها عدة المدارس من الابتدائية ، الإعدادية والثانوية ، وتعتبر ثانوية تعلك هي الوحيدة في تلك البقعة الجغرافية المنسية ولها الفضل في تخريج الكثير من ابناء القرية والقرى المجاورة ، وتعتبر من المدارس الرائدة بكادرها التدريسي حيث كان أغلبهم من أبناء القرية ، هناك شهادات جامعية في معظم الاختصاصات مثل الهندسة والطب والآداب والعلوم والاقتصاد بالإضافة الى المعاهد و كثير من أبناء القرية لم يكملوا تعليمهم الجامعي بسبب الكارثة السورية.
و لمدرسة تعلك الكثير من الفضائل في محاربة الجهل وبعض العادات والتقاليد الإجتماعية البائدة .
علما ان ثانوية تعلك حديثة العهد والبناء وتقع في الجهة الجنوبية الغربية من القرية ضمن أراضي المرحوم( مصطفى حمد جبه) رحمه الله حيث تبرع بقطعة أرض لبناء الثانوية وتم ذلك .
اجتماعيا ً:
من أصول عشائرية عشيرة بيجان فخذ (عفدالآن و كركروان) وكذلك من عشيرة مشكينا، عدد سكانها اكثر من الفان وخسمائة نسمة وهم من القومية الكردية ويتكلمون اللهجة الكرمانحية ابا عن جد ، و أهل تعلك بعكس باسمها إنهم احلى من العسل. وهم بسطاء و طيبون جدا.
قديما كانت هناك عادة سيئة جدا في القرية حيث إنتشار لعبة الميسرة (القمار) ونتجت عنها الكثير من المشاكل الاجتماعية ، وهذه العادة دفعت بالأستاذ (مدرس تعلكي ) بتنظيم مظاهرة في أواخر الثمانينات وحث الناس على محاربتها وشارك فيها اغلب الشباب .
وان هذه العادة كانت سببا بإحياء عيد نوروز في القرية لعام 1988 وفيها قدم الشباب مسرحية تندد بهذه الحالة وبعض عادات الأخرى.... ؟ حينها تعرض الشباب للركل ورفس وضرب من قبل البعض ضعاف النفوس .
ملاحظة :
الذين تعرضوا للركل ورفس وضرب حينها هم الآن ( أطباء ومحاميين وصحفين وأساتذة وموظفين وجرح البعض منهم ).
وقد زالت هذه العادة حاليا ولكن أخشى أن تعود مجددا لوجود أرضية مهيئة لها وأتمنى من الكل محاربة هذه الآفة ليس في تعلك بل اينما وجدت .
وخسارة الطاقات البدنية والعقلية
معظم شباب القرية هجروا إلى الخارج يقال بأن حوالي 300 شب تعلكي في كوردستان الجنوبية وحدها كلهم من العمال والفنيين و كذلك مثلهم في لبنان ناهيك عن الذين في أوربا والمؤسف أن القرية خسرت بضع من شبابها في كردستان

الخدمات :
القرية داخلة ضمن ملاك بلدية الشيوخ وكان من المفروض أن تكون فيها كافة الخدمات والمؤسف ان هذه الخدمات كانت شكلية للقرية ومفيدة جدا للقائمين على إدارة البلدية (بلدية ناحية الشيوخ) حيث كانت تسرق من مخصصات قرية تعلك والتي كانت تقدر حينها بأربعة ملايين ليرة سنويا .
منذ عام 1983 تم تزويد القرية بشبكة المياه إلا أنها لم تدخل الخدمة إلا في عام 1998 مع أنها كانت تعمل يوما وتتوقف أسبوعا.
تم تزويد القرية بخطوط هاتف أرضي لفترة محددة ، وايضا توجد شبكة الكهرباء.
السياحة و الإهمال المتعمد :
حيث أن مياه تعلك كبريتية وغير صالحة للشرب وهذا النوع من المياه مطلوب للغايات الاستشفائية لمعالجتها الكثير من الأمراض الجلدية بطرق علمية ، وتم إهمالها قصدا من قبل السلطات السورية، حيث أن الإهتمام والترويج لها قد تلفت الأنظار لقضايا سكان الأصليين من قبل الرواد السياح الأجانب وخاصة انهم من القومية الكردية وهذا كان و مازال مرفوضا لدى العقلية العغلقية وأبنائها.
أخشى أن تستمر هذا الإهمال كما كان في ظل هذه التغييرات.
هناك مجموعة محلات تجارية مثل بقاليات ومحلات خدمية أخرى تصليح السيارات ،الجرارات ، الحصادات وكذلك معامل لصناعة البلوك ومعمل لصناعة البلاط وأدوات المطابخ.
هدر وخسارة الطاقات البدنية والعقلية
تغلك وسياسية البقاء و المقاومة:
تعلك المقاومة والنضال والكفاح تعلك الدموع تعلك الجبهة الأمامية، عندما كانت كوباني وجوارها ينامون في الأمان والاطمئنان كان هناك من يذود عنهم ولم يتذوقوا طعم النوم على مدار ستة أشهر متواصلة حتى لحظة الرحيل عنها.
ما شاهدتها تعلك أظن لم تشهدها أية قرية أخرى ، حيث الانتقام كان بادية على المجرمين ، وتم مهاجمة تعلك من ثلاث جهات وبكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة ، وجرح عدد من الأهالي ،و لم يستشهد أحد من اهل القرية أثناء الهجوم ولكن بعد التحرير أستشهد طفلين الأخوين بعمر الورد نتيجة مخلفات الإرهاب من الأفخاخ . ولم تسلم القرية من النهب والتدمير وووو.