تباينات في رؤى الكُرد حول الضربات الأمريكيّة

تباينات في رؤى الكُرد حول الضربات الأمريكيّة

Apr 16 2018

- عبدالكريم عمر: العودة إلى جنيف
- جدعان علي: تجريب السلاح الحديث
- الحسيني: تقويض لسلاح النظام.
برجاف: رناعمر – هولير
تباينت الرؤى الكُردية بخصوص الضربة الأخيرة على بعض المواقع والمنشآت العسكرية والعلمية في سوريا من قبل الأحزاب والقوى والفعاليات الكُردية هناك من رأى بأن الضربة تشكل عدواناً وهناك من سكت وبقي بلا موقف وهناك من أيّد الخطوة.
التشتت الكُردي كان واضحاً كما في كل المحطات ما ترك أثراً بالغاً في رؤية الغير للمشهد الكُردي بالعموم هذا التشتت الذي دفع بالمتابعين لرؤية الحالة الكُردية التي تنزلق نحو شروخٍ أكثرعمقا ً بالقول أنّ الكُرد لم يتفقوا على مستوى التحديات قومياً ووطنيّاً
والحق أنّ القراءة الكُرديّة لنتائج الضربة الأمريكية، وماذا كان المُراد فعله ولم يفعلوه أثارت تساؤلات في القاع المجتمعي-السياسي.
استجلب الدكتور عبد الكريم عمرلـ"برجاف " ما عاناه الكُرد من السلاح المحرم دولياً وانتقد باطنيّاً مقارابات الدولية في التحديات،قال أنّه "في الحقيقة نحن الكُرد أيضاً عانينا من جريمة استعمال الأسلحة الكيميائية بحق شعبنا في كلٍ من حلبجة وعفرين دون أن يحرك هذا المجتمع الدولي ساكناً".
وطالب عمر وهو، الرئيس المشترك لهيئة العلاقات الخارجية في إقليم الجزيرة، المجتمع الدولي بمحاسبة كل "من يستخدم هذه الأسلحة المحرمة وفق المواثيق والمعاهدات الدولية ، واتخاذ كل التدابير والإجراءات المطلوبة لمنع استخدامه من جديد".
ويعتقد عمر، الذي يمثل الوجه الدبلوماسي لإدارة الجزيرة، أن الهدف من الضربة رسالة سياسيّة قبل أن تكون عسكرية، وقال إنّ" الضربة العسكرية الثلاثية ضد النظام وبعد إسبوع من التهديدات الأمريكية تم تنفيذها بعد حصول تفاهمات أمريكية روسية على أكثر من ملف وهي كانت رسالة سياسية إلى أكثر من طرف أكثر ماتكون ضربة عسكرية".
وبحسب عمر انّ "الرسالة الأساسية كانت من الدول الثلاث أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحلفائهم إلى روسيا وحلفائها بإنهم موجودون على الأرض ويجب أخذ مصالحهم وأمنهم القومي والأمن القومي لحلفائهم بعين الإعتبار"، وأضاف عمر"أنه لايمكن لروسيا وإيران وتركيا الإستفراد بالحل السياسي في سوريا من خلال اتفاقيات آسيتانا وسوتشي ، كما أنه يمكن أن توفر هذه الضربة الأرضية المناسبة والمشتركة للعودة الى اتفاقيات السلام وفق مسار جنيف".
"سيكون لهذه الضربة تداعيات على الوضع العام في سوريا، وعلى مجمل العملية السياسية وعلى التحالفات السياسية القائمة وخاصة بين تركيا وروسيا، ستتبين ملامح هذه التحولات في القادم من الأيام"(حسب الدكتور عبدالكريم عمر).
فيما لم يشاطر جدعان علي في معرض رده على سؤال "برجاف" عبدالكريم عمر، واعتقد أن الهدف من الضربة هو تجريب السلاح الحديث
ويعتقد علي ، ممثل حركة الإصلاح والرئيس الدوري لممثلية المجلس الوطني الكُردي في هولير، أن " الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية الغاية منها رسائل عديدة أولها تجريب السلاح الحديث والتأكد من مدى فعاليتها ودقتها وذكائها في إصابة الهدف المحدد دون حدوث أضرار جسدية للمدنيين وبعدها للروس ورئيسها بوتين بأنه عندما تقرر أمريكا لن يثنيها الفيتو في مجلس الأمن باستطاعتها تأمين حلف قوي وتحقيق مقاصدها خارج مجلس الأمن وتحديد الزمان والمكان المناسب" وتابع عليّ، وهو مقيم في هولير، أنه الهدف من الضربة هو"رسالة للعالم أجمع بأن أمريكا القوة الضاربة حين اللزوم وحاجة أمنها القومي ورسالة لإيران المارقة بأننا لك بالمرصاد حين الخروج عن الطاعة المطلوبة أمريكياً واسرائيلياً ولن نسمح بنجاح مخططاتك التوسعية في سوريا حالياً ورسالة أخرى للنظام بأنك نظام تحت التُهم الكبيرة وقيد المحاسبة عندما نقرر وننفذ دون الإلتفات للدول الداعمة لك روسيا وايران والرسالة الأخرى لتركيا بأنك عضوة في الناتو وحلفك الطبيعي حسب المصالح المتبادلة بيننا وبحمايتنا وتوجهنا في المنطقة وليس مع روسيا وإيران".
وأضاف علي أنّه من "الملاحظ ابتعاد تركيا عن القراءة الروسية والإيرانية بخصوص الضربة وربما يسبب هذا الموقف فك الإرتباط بينهم والتباعد أكثر ورسالة أخرى للمعارضة بأننا لسنا بصدد تغيير النظام وإسقاطه بل إضعافه والحد من قوته وشعوره بالإنتصار وإجباره للقبول بالتفاوض والبدء بالبحث عن سبل إعادة وتفعيل جولات تفاوضية جنيف مثلا وبرعاية الأمم المتحدة".
وحسب علي فإنّ "الكُرد كما بقية السوريين بكل مكوناته ليس لنا دور في تحديد المسار والمستقبل الحلول تأتي من المجتمع الدولي والدول الفاعلة منها والمتدخلة بشكل مباشر في سوريا وأهم مايقلق الكُرد عدم وجود تفاهم واتفاق كٌردي على خطاب قومي وطني وورقة كُردية تحدد المطلب الكُردي في سوريا الجديدة بدستور جديد يضمن حقوق الكُرد القومية بنصوص واضحة محددة كما بقية مكونات الشعب السوري".
وحمّل علي المسؤولية على الاتحاد الديمقراطي وقال"في هذه النقطة أحمل كامل المسؤولية لحزب البيدا وتسلطه وتفرده بمصير الكُرد في سوريا حيث رعونة سلوكه وقساوة التعامل مع الحركة السياسية وخاصة المجلس الوطني الكُردي ومحاولته خنق وإنهاء الحالة السياسية ونشر أيديولوجية وفلسفة حزبه تحت شعار الأمة الديمقراطية العابر للقارات وإخوة الشعوب الخالية من إي مشروع قومي كُردي مما يجعل مستقبل الكُرد في سوريا المستقبل بخطر جدي ويزيد من الفرقة والتشتت والتباعد في الشارع الكُردي وحركته السياسية". .
فيما قال الكاتب عبد الباقي الحسيني لـ"برجاف" انّ الضربة الأمريكية أو الضربة الثلاثية من قبل أمريكا و فرنسا و بريطانية على المنشأت العسكرية لنظام بشار الأسد كان لابد منها، هؤلاء الدول انطلقوا من مبدأ باب الحرص على الأمن الدولي و عدم استخدام الأسلحة المحرمة دولياً و منها الكيميائي في أي دولة من العالم(قال الحسيني).
وحسب الحسيني وهو مقيم في اوسلو أنّ الدول الثلاث بعد أن وصلوا إلى قناعة بأن الفيتو الروسي دائماً بالمرصاد فيما يتعلق بسورية و نظامه في مجلس الأمن الدولي. وتابع الحسيني " فلم يبقى لهذه الدول سوى هذا الخيار، أي تجاوز الفيتو الروسي و اتخاذ القرار الغربي في هكذا حالات"، وأضاف أنّ "الهدف الرئيسي من الضربة كان لتقويض السلاح الكيميائي لدمشق، فهي ضربة تأديبية للنظام و روسيا معاً، لِلَجْم استخدام الكيميائي ضد مواطنيه مرةً أخرى".
وحسب الحسيني، وهو مثقف ومتابع سياسي كُردي أنّ" الكُرد في هذه القضية لاحول لهم و لا قوة، و الحدث أكبر من أن يُسمع الصوت الكُردي".
ونوه الحسيني بأنّ انقسام الكُرد على المحاور في سوريا تركهم بلا موقف موحد،"فيما يتعلق بموقف الكُرد اتجاه الحدث،.. القسم المعارض لنظام دمشق و منها "الانكسة" كان مع الضربة، أما الأحزاب القريبة من النظام، فهي ضد الضربة أو محايدة كونها تتعامل بنفس الوقت مع الأمريكان