بلدة الدرباسية الأغلى عقارياً بين مناطق

بلدة الدرباسية الأغلى عقارياً بين مناطق"روجآفا"

Mar 23 2019

برجاف| الدرباسية-هديل سالم
بلدة الدرباسية، الصغيرة جغرافياً والكبيرة فعلياً، التابعة إدارياً لمحافظة الحسكة (82 كلم شمالاً) وتبلغ مساحتها(2كم). بعد موجات النزوح الكثيرة والعديدة للأهالي من المناطق المجاورة التي شهدت الحرب وعمليات إرهابية، واشتباكات عسكرية بين قوات النظام تارة والجيش الحر تارة أخرى وتنظيم داعش في أغلب الأحيان، أدى إلى تضخم سكاني لافت، ترافق مع تطوير عمراني متسارع.

وكونها النقطة الحدودية القريبة من تركيا ولها معبراً رئيسي معها، والذي جعل منها منفذاً للكثير من المهربين واللاجئين إلى تركيا ومنها إلى الدول الأوربية، ما أدى إلى زيادة الحركة السكانية وبالتالي عكست على زيادة التعداد السكاني والهجرة القسرية للبعض من القرى المجاورة للبلدة وذلك بعد توفير فرص كثيرة للعمل.

أزمة وأصحاب مال
كل من أمتلك مبلغ من المال ونتيجة ترجح أسعار الدولار؛ وجد من المناسب استثمار أمواله بالعقارات.
فيوم بعد يوم أسعار العقارات ترتفع وكذلك الإيجارات بالتزامن معها. حتى أصبح حلماً على المواطن العادي أن يمتلك مسكناً فيها، أما المهاجر إلى أوروبا الذي يمتلك حلم العودة إلى الوطن ويمتلك المال ساهم بشكل مباشر في ارتفاع أسعار العقارات من خلال استثمار أمواله ضمن البلدة الحدودية مع تركيا أكان من أبنائها أو نازح إليها.

أسعار العقارات في بلدة الدرباسية مقارنة بغيرها من البلدات والمدن في هذه الظروف الصعبة مرتفعة جداً، فسعر المتر السكني الواحد يقدر بـ (100-250$) بينما سعر المتر التجاري الواحد يقدر بـ (150-250$) مقارنة بمحافظة الحسكة ومدينة القامشلي اللتان تعتبران ذو الكثافة السكانية العالية، حيث يقارب سعر المتر السكني الواحد فيهما بـ (80-120$) بينما سعر المتر التجاري الواحد يقدر بـ (150-200$) والمقارنة هنا من حيث البنية التحتية وتوافر المؤسسات الخدمية التي تفتقر لها بلدة الدرباسية بالنسبة لغيرها.

بيد أنّ زيادة الرغبة والطلب على شراء واستئجار عقارات ضمن بلدة الدرباسية، أدى إلى ارتفاع الأسعار فيها بشكل جنوني، مع وجود فروق كبيرة بالأسعار مقارنة بين الحي الغربي والحي الشرقي من البلدة نفسها، حيث قدر سعر المتر السكني في القسم الشرقي بـ (100$) بينما قدر سعر المتر السكني في القسم الغربي من البلدة بـ (250$) حيث أعتبر الحي الغربي من أغلاها. بينما تراوح سعر الإيجار بين(40-60) دولاراً للشهر الواحد.

منطقة أمنة نسبياً
تشهد البلدة حالة من الهدوء والاستقرار وزيادة القدرات الشرائية للأهالي، الأمر الذي عكس بشكل ملحوظ على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية، مقارنة بغيرها من المناطق والتي تعتبر للكثيرين سرقة وغش "على عينك يا تاجر".

وتصنف الدرباسية من بين أكثر المناطق الأمنية في مناطق "روج آفا" تحديداً، وهذا كان أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار العقارات فيها.

فما تعرضت له مدينة رأس العين وريفها المحاذية للحدود التركية عام 2013 و2014 من هجمات متعددة من قبل "جبهة النصرة" وتنظيم"داعش"المتطرف، كانت نتيجته تشرد سكانها ما بين اللجوء لتركيا والنزوح لبعض القرى أو المدن الآمنة أبرزها بلدة الدرباسية.

وكذلك في عام 2013 تعرضت ناحية تل تمر لهجوم من قبل جبهة النصرة، نتج عنه أيضاً تشرد سكانها والنزوح بشكل كبير إلى محافظة الحسكة وبلدة الدرباسية تحديداً.

فيما شهد عامي 2015و2016 النزوح مرات عديدة وأعداد كبيرة من سكان محافظة الحسكة أثر اشتباكات مباشرة بين قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية، وقصدوا بلدة الدرباسية و القرى التابعة لها، والبعض إلى ناحية القامشلي وبلدة عامودا.

كما حدثت عدة اشتباكات في مدينة القامشلي بين قوات النظام والوحدات الكردية، وتعرضت إلى تفجيرات نفذها تنظيم"داعش" المتشدد وبعض المحاولات الفاشلة له.

توسع عمراني واكتفاء ذاتي
وكذلك لن ننسى كوباني وما تعرضت له من تشريد ودمار بعد هجوم مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، ونزوح أعداد كبيرة من أهلها إلى المناطق الشرقية الشمالية من روجآفا وفي مقدمتها بلدة الدرباسية، التي كان لها نصيب من التطور على أيدي أبناء كوباني الذين فتحوا مجالات عمل جديدة ومتنوعة لم تكن قائمة فيها سابقاً.

مما ساهم في زيادة النشاط التجاري والصناعي بشكل ملفت. وبالرغم من تعرض المنطقة لحالة حصار شبه كامل ألا أنهم يعتمدون خطط وسياسات تهدف إلى الاكتفاء الذاتي قدر الإمكان وفتح أفاق جديدة تعتمد النهج التشاركي في خطط زيادة الإنتاج.
كل هذا ما أدى إلى التطوير العمراني في البلدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة للسكان، فمن كان يمتلك منزل متواضع فيها قام بهدمه من قبل متعهدين وإعادة إعمار أبنية ذو طوابق متعددة، منها ما يعرض للبيع والبعض الآخر للإيجار. فبالرغم من ارتفاع أسعار الأسمنت ومواد البناء وافتقادها بعض الأحيان ألا أن أعمال العمران في ازدياد وتوسع.

نتيجةً لما سبق أصبحت هذه البلدة الأكثر أماناً وبذلك الأكثر ارتفاعاً من حيث أسعار العقارات، والمنطقة الأكثر رغبة في استثمار الأموال والاستقرار السكني.