المجتمع المدني، وحاجته إلى المرجعيّة..
فاروق حجّي مصطفى
لا أحد من الأطراف الدولية والإقليمية ذات الشأن في سوريا ساهم في طمأنة المجتمع المدني السوريّ على الدور الذي سيلعبه في مسألة الدستور والمراحل اللاحقة، غير المبعوث الأممي الخاص وفريق العمل في مكتبه. هذا ما يتراءى لنا ظاهريّاً، وخلال إحاطات المبعوث والتصريحات الإعلامية، ومن خلال شكل وفعل التواصل مع الفاعلين في هذا الحيّز.
أكثر من عامين، وشد الحبل بين الأطراف حول قائمة المجتمع المدني جاريّة دون أن يفكر طرف من الأطراف بأنّ وجود المجتمع المدني في العمليّة السلميّة هو لفائدة العمليّة وليس العكس، إذ انّه لا لهدف سياسيّ أو الرغبة في تقاسم النفوذ السلطويّ لدى الفاعلين في هذا الحيّز المجتمعي والمدني بقدر ما انّ جل ما يصبون إليه هو المساهمة في الإنخراط العام للعملية السياسيّة والتسوية وصولاً إلى بناء دولة لكل مواطنيّها من خلال احياء مكانة للمواطنيّة الفاعلة وأحقيّة المشاركة في الحياة العامة.
ولا نستغرب، بأنّ المجتمع المدني السوريّ نفسه لم يقدم نفسه على إنه لاعب وطنيّ للصالح العام كما هو مطلوب، فهذا الحيّز انغلق على نفسه حيناً وانزلق في متاهات السياسة وحتى العسكرة أحياناً الأمر الذي ساهم في هذه الحالة في تشقق وإخفاء روح التضامن والاتساق في المشهد المدني-المجتمعي السوريّ.
والحق انّ عامل التضامن هو العامل الحاسم في نضالات المجتمع المدني، فمن خلال التضامن يمكن صياغة أمرين:
-التضامن يؤسس الحالة الجامعة الوطنيّة ويفرز روح التوافق على صيّغ البناء.
-التضامن يفتح الآفاق أمام بلورة:
أ-الهويّة من خلال دمج البيئات المحليّة ضمن سياق موجبات العمل الوطنيّ العام.
ب-هو العامل المتمم الأول، وهو لا هويّة بدون بلورة سلات من القيّم الأخلاقيّة والمعرفيّة، ولعله يشكل اليوم إلحاحاً أكثر،خاصةً في عملية الدستور، حيث لا يمكن ان يلعب ممثل المجتمع المدني في العمليّة ما لم يكن لديّه المرجعية القيّميّة، فإذا كان للطرفان السياسيان مرجعياتهم السياسيّة فإنّ فاعل المجتمع المدني لا مرجعيّة له غير الإستناد الى المرجعيّة القيميّة وهي غالباً مستوحاة من روحيّة الوثائق وعهود حقوق الإنسان، فضلاً عن حاجته إلى المرجعيّة الإجرائية وهي الأمم المتحدة.
بقي القول، إنّه، إذا كان المجتمع المدني قد شكّل نقطة الخلاف منذ سنتين تقريباً، مع انه كان يجب أن يشكل نقطة الاتفاق والإلتقاء فكيف بالبوسع أن يكون لهم دور في تفعيل وحل العقد والخلاف بين الحيزين السياسين والذي لهما مقاربات مختلفة، وأن يكون لهم دور تاريخيّ وازن في العمليّة ليس على مستوى رسم مسار الوفاق بين الطرفين المتعارضين فحسب إنّما كونه المعبّر عن حقوق الجميع أفراداً وجماعات.
-
بمناسبة عيد المرأة العالمي:
Mar 08 2024 -
دروس دستورية في مقابلة الرئيس بارزاني مع"مونتي كارلو"..
Mar 03 2024 -
في حوار حصري مع مونت كارلو الدولية: الزعيم الكردي مسعود برزاني يقول إن النموذج الديموقراطي مهدد في العراق وصف قرارات المحكمة الاتحادية بالاجحاف ضد الاقليم وتحدث عن القلق حيال الانسحاب الامريكي من العراق
Feb 28 2024 -
بيدرسون: النظام السوري رفض عقد جولات اللجنة الدستورية في جنيف
Feb 28 2024 -
بناء الثقة .. كشرط لتقدم العملية السياسيّة..!
Jan 27 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة!
Jan 14 2024 -
لنعمل لأجل بناء الثقة؟
Jan 04 2024 -
يدون تاريخ المنطقة، ويزيل الستار عن خفايا "الهندسة الديمغرافية "! كتاب تقسيم "كوردستان العثمانية" لدكتور آزاد أحمد علي
Dec 30 2023 -
"الحركة الكُردية في العلاقات الدولية" للراحل رشيد حمو
Dec 16 2023 -
شكوى في سويسرا تتّهم الرئيس الإيراني بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»
Dec 13 2023
-
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018