الشباب السوري والانخراط في السياسة

الشباب السوري والانخراط في السياسة

Jan 18 2020

سردار شريف
الأزمة السورية كانت لها تأثير كبير على الشباب السوري ولم يكن متوقع ان تكون لها الكثير والعديد من المراحل والنتائج السلبية والحرب التي أصبحت ليس لها نهاية وتعدد الأطراف التي جميعها أصبحت تتنافس بلغة السلاح والعنف واستخدام قانون من قبل جميع الأطراف التي تنص على مبدأ :
(أن لم تكن معي فأنت ضدي ) وتحولت الخريطة السورية إلى غابة حقيقية وساحة قتال ليس للحوار اي مكان فيه .

تم إهمال الشباب في تلك الفترة ونستطيع أن نقول قبل تلك الفترة وإهمال أحلامهم وطموحاتهم وصوتهم وتعرض نسبة كبيرة منهم للعنف بجميع أشكاله أدى ذلك في البداية إلى الفوضى في حياة الشباب وعدم استطاعتهم على اختيار الأفكار المناسبة وخلق الحلول الأنسب.

وأصبح الشباب السوري فئة ضائعة بين فكرة الهجرة وفكرة البقاء وأداة يستخدمها كل الأطراف العسكرية للوصول إلى الأهداف السياسية وإبعاد النسبة الأكبر للشباب من الحياة المدنية أو الفكر السياسي الذي يهدف إلى الحوار وبناء السلام .

ظهرت الكثير من الأفكار والحركات الشبابية داخل وخارج سوريا أثناء فترة الحرب أصبحت تهدف إلى انخراط الشباب بفكرة المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية والسياسية ونشر مصطلحات وأفكار وآراء لم يكن لها أي وجود قبل فترة الأزمة السورية
ليس هذا فقط بل أصبحت السياسة جزءا" اسياسيا" من حياة الشباب ورغم الانقسام الكبير الذي سببته السياسة في المجتمع السوري إلى أن دائما" كان القاسم المشترك هو إيجاد حل نهائي للمسألة السورية
المعقدة .

رغم أن غالبية الشباب السوري ما زالت أفكارهم مشوشة وأفكار تتبع لجهات سياسية معينة إلا أن كان من المهم جدا" وجودهم في العملية السياسية التي تدور في سوريا رغم أن الآراء السياسية الناتجة عن جهات سياسية وليست تحليل ذاتي من قبل الشخص هو ليس إلا عبارة عن عملية نسخ ولصق للأفكار.لذلك كان من المهم جدا" إقامة الورشات والتدريبات والندوات التي فتحت المجال للشباب للتعبير عن آرائهم السياسية والإنسانية التي هي حق من حقوقهم في الحياة والوطن .

وليكون الوصول إلى الاستقرار والسلام المستدام في سوريا من المهم جدا التركيز على الابتعاد عن العنصرية والطائفية ويكون الحديث تحت اسم الهوية السورية الخروج من تحت رايات الجهات المسلحة واتباع سياسة الحوار واحترام الآراء. ومن المهم جدا مشاركة الشباب السوري بشكل أساسي في المؤتمرات الدولية وعدم إهمال فئة وأفكار الشباب السوري لتحصيل حقوق كل السوريين والتركيز على مشروع السلام وعودة الاستقرار لجميع الأراضي السورية .

نعم نستطيع صنع مستقبل سوري خال من الأخطاء والعنف وحصول الجميع على حقوقه وأهمهم فئة الشباب السوري فهم الطريق المختصر للوصول إلى الاستقرار والسلام وإهمال الشباب ينتج عنه عدم تقدم المجتمع وعدم الوصول إلى الحلول والصراعات وخاصة عندما يكون الصراع بين عدة أطراف على أرض وخريطة واحدة .