الحرب تغير من أوجه ومكانة التجمعات السكانية  بندر من قرية الى بلدة ..!

الحرب تغير من أوجه ومكانة التجمعات السكانية بندر من قرية الى بلدة ..!

Sep 07 2018

برجاف|كوباني-خاص
وما إن تنتهي من مفرق مشكو، غرب كوباني 26 كم، حتى تدخل في زحامٍ من السيارات والجرارات والدراجات النارية التي تتحرك بعشوائية مخيفة .

سرعان ما تجد على كل سنادة لدراجة نارية كيس مليئ بالباذنجان، أو فليفلة الحمرا، كيس سكر(سكر الشاي) أو أي غرض تفي احتياجات أي منزل قروي.

"نعم كنّا نشتري في الشيوخ .. لكن الآن بندر هي حلت محلها" يقول أحد متبضعي سوق بندر لبرجاف و يدعى محمود.

قبل أربع سنوات كانت الشيوخ البلدة الأقصى لكوباني محل التبضع وتسيير كل المصالح.

تحتاج إلى مدة خمسة دقائق حتى تتجاوز زحمة السير وانت تسير بسيارتك نحو كُوباني، حيث السيارات والآليات تغطي واجهات محلات السمانة، وأيضاً محلات الحدادة و محل الموبايلات.

محلات تواجدت على طرفي الطريق كالفطر، وسرعان ما تحوّلت بندر من كونها كانت مهملة والطريق خاوية من اي سكن أو محل السمانة صارت اليوم مقصد غالبية القرى من غرب كُوباني.

"توجد البلدية.. وأيضاً صيدلية ومحلات تقديم خدمات العامة" يقول رزكار وهو من عمر 14 وهو يحمل في يده الأيمن عصي واليد الأيسر موبايل من نوع "سامسونغ".

وكانت #بندر قبل التطورات الأمنية تشبه القرى كغيرها بلا امتيازات، وتوجد ثلاث قرى من اسم بندر، بندر الكبير حيث كان فيها طاحونة قديمة، وبندر شرقي وبندر صغير.

وقد يتفاجئ المغترب من هذا التجدد في ملامح غالبية القرى، حيث في وقت كانت بيوتها غرفتين أو أكثر وأصبحت اليوم تعج بالأبنية أقلها طابقين.

قبل 2011 كانت #الشيوخ المحل الأساسي لعشرات القرى من #غرب #كوباني، وبعد ان تحولت الشيوخ إلى مقر الفصائل الإسلامية كجبهة النصرة وفيما بعد داعش صار الأهالي أمام واقع لا بد أن يؤسسوا لأنفسهم محل لسوق الغنم والأبقار والخضار وأيضاً محلات لتقديم الخدمات للناس مثل العيادات الطبية والبلدية وغير ذلك من الخدملت .

رجل بعمر الستين، وهو من قرى تقع شرق بندر، يحمل في يده كيس أدوية ويحمل ملامح التعب ومشقة الايام قال لبرجاف:"اضطررنا ان نحوّل سوق الخميس من الشيوخ الى بندر بسبب ما كنا نعاني من الإعتقالات والإهانات التي ما لبثت وكانت موجهة لنا من النصرة وداعش".

في وقت تم نقل المصرف الزراعي الى بلدة القناية والتي أيضاً تغيرّت الكثير من ملامحها وانتعاش مكانها.

تبدو اليوم بندر من القرى الأكثر اقبالاً لابناء قرى الغرب، حيث من الصعوبة بمكان تجد مساحة، وبالسعر المناسب وتؤسس لك محلاً للعمل لمزاولة المهنة أو العمل اليومي.
وتُعرَف ناسها، أبناء بندر بهدوئهم، واحترامهم للغريب، الأمر الذي يجذب أهالي القرى الأخرى، وبناء العلاقة الحميدة مع أبنائها.

تجدر الإشارة أن بندر اليوم صارت من القرى الأكثر تجمعاً للناس ومن يجد مكاناً له فيها كما لو انه يؤسس لمستقبل واضح الايام.