إيلجاق أو إيلاجاغ .........Êlecax

إيلجاق أو إيلاجاغ .........Êlecax

Mar 14 2020

صالح عيسى
بداية معتدلة:
تقع قرية إيلاجاغ إلى الجهة الغربية من كوباني ب 35 كم والى الجنوب من الحدود سايكس بيكو ب 20 كم والى الشرق من نهر الفرات 3 كم و من القرى ما تسمى او تعرف ب ( برجم الفرات Berçemê Ferat ) تم تعريبها مرتين ففي المرة الاولى أطلقوا عليها اسم(بداية ) وفي الثانية معتدلة .

تسميتها :
تسميتها الصحيحة ( يلي جاغ ) وتعني مستنقع الماء وهي كلمة عثمانية قديمة. ومع مرور الوقت تحولت إلى ( يلي جاغ ، ثم إلى إيلاجاغ ، إيلجاق ) وكل هذه التسميات صحيحة وتدل على مكان القرية الحالية .
وكانت تعرف باسم ( ين كاڤان Ên gavan ) وتعني رعاة البقر وهي كلمة كُردية قديمة وما زالت تستخدم بنفس المعنى.
تاريخها :
تسمى ب( أم القرى)
في هذه السطور القليلة لا يمكننا إعطاء كل الحق لتاريخ القرية والاقوام الذين مروا عليها حتى في وقت قريب كالأرمن الذين فروا من مجازر العثمانيين في الحرب العالمية الأولى وتم أستقبالهم من قبل أهالي القرية كالإخوة مرحبين بهم وسكنوا القرية فكيف لنا أن نكتب تاريخ قرية تمتد بجذورها إلى ما قبل الرومان ، مع ذلك سأسلط شعاعاً بسيطاً على تاريخها عسى أن نجد يوماً ما من كتب أو سيكتب عنها بشكل أفضل وأوسع. وأعلم إن كتابة بعض الأسطر عنها فيه إجحاف بحق القرية لأن إيلاجاغ ليست بحاجة إلى منشور هنا او كتاب صغير هناك بل تحتاج إلى مجلدات لمعرفتها .
اما تاريخها القديم ترتبط ارتباطا وثيقا لوجود التل الأثري الموجود في الجهة الجنوبية من القرية ، حيث إن موقعها الجغرافي جعلت منها موقعاً إستراتيجياً سواء في صد الهجمات والغزوات أو حاجة الناس إلى الطبيعة من حيث الماء و المرعى وحاجات أخرى وكلها كانت متوفرة في إيلاجاغ. لم نكتب عن التل الأثري بشكل مفصل حاليا كوننا لم تفاصيل دقيقة، ولكنه من أقدم التلال الاصطناعية القديمة في المنطقة والآن أصبح تلا طبيعيا مبني على مساحة تقدر بأكثر من 5 هكتارات من القاعدة وحوالي هكتارين او اكثر في القمة ، وتم نبش وحفر التل بطرق عشوائية من قبل الأهالي وعثروا على الكثير من الأواني والعملات القديمة تعود إلى احقاب مختلفة الرومانية ، الإسلامية وايضا للاحقاب أخرى وكذلك عثروا على خرزات مختلفة الألوان والأحجام.
وكذلك إلى وجود الكهوف حول القرية وخاصة في الجهة الشمالية منها عند المقبرة حيث هناك حفرة كبيرة محفورة داخل صخر يقال بأنه باب لمقبرة رومانية وعلى هذه الحفرة حجر كبير ومدور ، ومدخل الكهف نحو الشرق حيث جهة شروق الشمس، يقال بأن عرض تلك الفتحة (فتحة المقبرة ) اكثر من نصف متر وارتفاعه مترين وفيها درج صخري تنزل إلى الأسفل. والى الجهة الغربية من القرية ب 2كم آثار لقرية صغيرة ومقبرتها .
لنعود إلى تاريخها الحديث نوعاً ما ، حيث إن موقع القرية كان في التل وما حولها حتى الأحتلال العثماني للمنطقة ، ويقال إن عبدالحميد الثاني مكث في القرية لمدة أسبوع تقريباً أثناء عودته من زيارة قبر أحد أجداده المدعو سليمان شاه وعندما شاهد جمال القرية جعل منها مركزاً إدارياً لحاميته وأطلق العنان لرجاله يتصرفون في القرية وماحولها كما يشاءون حيث اقاموا بالقرية ظلماً و جوراً لا مثيل له مما أدى بالأهالي إلى التكاتف والتعاون فيما بينهم وقاطعوا الحاكم إلا إن أوامر ( شيطانية ) سلطانية صدرت بزرع بذور الفتنة والشقاق بين الأهالي والمؤسف هذه الاوامر قد أخذت طريقها إلى النجاح حيث أوصى الشيطان لحاميته أن يبني قرية جديدة ( ينكه ڤان ) حسب موقعها الحالي وإن كل من يساند الحاكم سيحصل على مزايا إضافية من الحماية ويحق لهم إستملاك الأراضي وحقه في الماء والمرعى وحرمان كل من يخالفه ، وهنا وقعت المصيبة عندما وافقت بعض العائلات مساعدة الحاكم وحصلوا على بعض المزايا على حساب إخوانهم الموجودون في القرية القديمة في التل وما حولها وزاد من ذلك بفرض حصار جائر عليهم لمدة ما يزيد على عامين حيث أصابوا في حالة يرثى لهم إنها الفاقة والعوز بدون رحمة ، مما أدى بالأهالي إلى النزوح من القرية والأبتعاد عن الحاكم وحاشيته ، وهنا ولدت مجموعة كبيرة من القرى وأبتعدوا عن القرية الأم ( أم القرى ) القديمة وهذه القرى الجديدة التي ولدت من رحم إيلجاق وهي ( بلنك = قناية = حنكش = عوينة = دكرمان = بوراز = قملق = قاسمية =قوردينا = سركت = دادالي = ميدانة = بله = شمه ١+٢ قوشلي ١+٢+٣ و كوبلك لذلك يجب تسميتها بأم القرى .
لنعود إلى تاريخها الحديث و سنبدأ من عند شيخ أقصوري الكوردي الأصل من مدينة (رُها ) ولكنه عثماني الفكر والولاء حيث اورث القرية لأبنه حج جمال أقصوري كونه كان مالكا للقرية حسب النظام العثماني والناس فلاحين لديهم يعملون في الزراعة ولا ننسى كان لهم دور في تطوير الزراعة نوعاً ما والسماح للأرمن الذين سكنوا القرية هربا من مجازر العثمانين بالصناعات البسيطة إلا إنه تم طردهم في عام 1967م بعد إستلام البعث السلطة في سوريا حيث رحلوا إلى مدينة حلب وقسم منهم إلى خارج السورية .
إن إيلجاق كانت مركزاً إدارياً لغاية عام 1955م وكانت فيها مخفر للدرك ( الشرطة ) إلا أنها تم نقلها إلى ناحية شيوخ التحتاني عندما ظهر أنصار حزب البعث ذو النزعة القومية الشوفينية كون إيلجاق قرية كُردية قد تشكل خطراً عليهم في قادم الأيام ونجحوا بذلك.
هذه هي إيلجاق التي تخفي الكثير عنا بين ثناياها في التل الأثري و الكهف التي تقع في شمالي القرية وهي مغلقة إلى هذه اللحظة وقد تخفي هي أيضاً الكثير من الأسرار والحقائق في داخلها. وما زال الكثير من أبناء المنطقة يتذكرونا الأرمني ( كاوي Kawî ) والذي كان يشرف على بساتين الفاكهة والخصروات..
وأيضا كانت توجد في شمال القرية بعض من الآبار اليدوية الحفر بقطر 4 أمتار وبعمق 4 إلى 7 أمتار متصلة ببعضها البعض من أسفل لنقل الماء من الشمال القرية بأتجاه إيلجاق
البعض يقول إن الروم هم من حفر تلك آبار لا نعرف بالضبط من أين تأتي هذه الإنفاق من تحت أرض ربما تكون هناك مئات مثلها في قرى مجاورة ولكن كانت توجد منها في قرية عوينة شمال إيلجاق .
لقد حصل إتفاقية بين فرنسا و إنكلترا خلال وجودهم معا في الاراضي السورية في هذه المنطقة وفي هذا المكان وعلى هذه الهضبة في قرية إيلجاق عمل حكومة إنكليز آنذاك ثكنة عسكرية كبيرة على الهضبة الشرقية لعدة أشهر وكان ذلك في فصل الخريف بداية الشتاء وكانت مؤلفة من مئات خيم واﻵلاف عساكر وضباط وسيارات ودراجات نارية..
وأنسحبت تلك القوات من إيلاجاغ إلى مدينة أنطاليا ومن ثم بأتجاه البحر. وسميت هذه الهضبة ب ( Qûça Nextê )
ومن تحت هذه الهضبة كانت تجري مياه نبع قرية إيلجاق إلى جهة الغربية مرورا على طرفي التل من الجنوب والشمال باتجاه نهر الفرات غربا .
بالنسبة للأرمن .
ومابين عامي 1915 و 1919م
بالنسبة إلى الأرمن الذين فرو من تركيا إلى سوريا إثر مجزرة اﻷرمن التي أرتكب بحقهم في عام 1915 و1916 م على يد سلطات دولة العثمانية. فقد نزح الكثير منهم في تلك المجزرة باتجاه الجنوب الى كوباني وريفها ومنهم من سكنوا ايلاجاغ ومكثوا قسماً منهم في قرية إيلجاق لفترة قصيرة على نبع القرية ضمن مخيم أو ما شابه ذلك وكان سكان القرية والقرى المجاورة ﻹيلاجاغ يجلبون لهم الخبز واﻷكل وبعض من الحاجيات مجاناً ، ومع مرور الزمن أصبحوا جزء من أبناء القرية من دون التمييز بحقهم(قوميا و دينيا) .
وبعدها رحلوا كما قلنا .
جغرافيتها :
حدودها :
يحدها من الشرق قرى بلنك و شمه و دادالي، ومن الجنوب قرية القناية، ومن الغرب قرى بوراز و قملق و دكرمان ، ومن الشمال قريتي عوينة و حنكش وكندي كري .
طبيعتها :
لا يمكن الحديث عن قرية إيلجاق من حيث الجمال والطبيعة فهي لوحة فنية نادرة بل فريدة من نوعها وأقل ما يقال عنها إنها موناليزا ولكن ليس للفنان بيكاسو بل لخالق بيكاسو نفسه، وبذلك يختصر الحديث عنها لأنه مهما قلنا لا نستطيع إعطائها الحق الطبيعي في وصفها ، إنها ساحرة كوباني وبرجم فرات بجمالها .
حيث نجد في الجهة الشمالية الشرقية سلسلة من الهضبات تبدأ من طريق قرية عوينة و تتجه شرقاً إلى هضبة ( حمدي أحمه ) إلى قرية بلنك ثم تتجه جنوباً ويشكل حزاماً بشكل زاوية قائمة من الشرق والشمال ويتخللها بعض الآخاديد على طريق قرية حنكش بالقرب من مقبرة القرية ، ويمر وادي قادم من الشرق من قرية بلنك حيث يشكل ممراً بإتجاه الشرق وفي جنوب الوادي نجد بعض الهضاب ومنها هضبة عمري ( Qûça Emerê ) .
أما في الجنوب هناك الأنظار حيث التل الأثري القديم ومن خلفها أسرار الطبيعة حيث السهول و سهول وكذلك مم الغرب سهول .
الينابيع: لا ننسى إن في الجهة الشرقية من التل وعلى بعد مئتي متر فقط كانت الينابيع الرقراقة يجريان من شرايين الهضبات الصغيرة لولادة حياة جديدة للبشرية علما ان عدد الينابيع في شرقي التل اثنان وتبعدان عن بعضهما البعض بضعة أمتار فقط ولكن إحداهما كانت تجري إلى جنوب التل باتجاه أراضي قرية قناية والثانية كانت تجري من شمال التل ضمن أراضي قرية ايلاجاغ وهذه الينابيع كانت تعرف بالينابيع قرية قناية اما . .
اما نبعة إيلاجاغ كانت تنبع من الوادي في الزاوية الشمالية الشرقية من القرية على طريق قرية بلنك عند موقعة ( حواركه ) وكانت تجري من شمال القرية ثم تنعطف قليلا إلى الجنوب في وسط القرية ويقسم القرية إلى قسمين وإن مياه هذه الينابيع كانت فيها نسبة كبريت وليست مرتفعة حيث كانوا يستخدمونه للشرب أيضا.
وفي عام 1900م تم إنشاء أول طاحونة مائية في المنطقة على النبع قرية إيلاجاغ وهذه الطاحونة كانت تعود ملكيتها للمدعو (بوليص الأرمني ) وأستمرت بعمل لمدة ( 55 ) عاماً لغاية 1955م وسبب توقفها نقص في المياه وظهور بعض الطواحين الحديثة الأخرى في المنطقة.
وفي هذه الينابيع تعلم معظم أبناء القرية السباحة وصيد السمك .
و معظم سكان القرى المجاورة ﻹيلاجاغ كانوا يأتون إليها كل يوم و يعتبرونها نزهة او سيران .
زراعتها :
إيلجاق قرية مروية منذ القدم وما زالت ، سابقاً كانوا يعتمدون على الينابيع لسقاية الأراضي ، والآن يعتمدون على الآبار الأرتوازية بعد أن جف تلك الينابيع .
وهي أول قرية في المنطقة زرعت فيها ( الرز ) حول التل وكان ذلك في عام 1927م وبلغ طول نبتة الرز قرابة نصف متر ولم تنجح تلك العملية لعدم وجود مهندسين في المنطقة آنذاك.
أما القطن فقد تم زراعته في عام 1935م ، وهي أول قرية تدخلها جرار زراعي ( تراكتور ) في عام 1937م بعد أن جلبها مالك القرية آنذاك حج جمال ، وهذه الآلة كانت على شكل دبابة مجنزرة مع عدة الفلاحة وهي من نوع ( جونديل ) و في عام 1943م حيث جلب حج جمال أيضاً حصادة زراعية من نوع ( مسي هاوس ) وهي إنكليزية الصنع تعمل على البنزين .
حيث كانوا يقودهم هذه الآليات شخص أرمني ومن حسن حظ القرية تعلم أحد أبناء القرية من اﻷرمني قيادة جرار وحصادة ويدعى ( فارس فرج بره )
وتشتهر القرية بزراعة القطن والقمح والشعير والسمسم والشوندر السكري والذرة الصفراء وقديماً ذرة البيضاء والكمون والعدس والحمص والكزبرة واليانسون وحبة البركة ( حبة السوداء ) والبساتين الخضرة والتي شكلت سلة غذائية متكاملة في الصيف لمدينة كوباني وكانت تشتهر أيضاً بأشجارها المثمرة مثل التين والرمان والإجاص والمشمش والعنب والتفاح وحالياً فيها بعض بساتين الصغيرة للزيتون والرمان..
إجتماعياً:
سكن القرية أغلب العشائر الموجودة في منطقة كوباني من علاء الدين والقرية مؤلفة من عشيرتين أساسيتين وهم = زيتان = سلوجك = وفيها بعض البيوت الصغيرة لكل من عشائر التالية = بيجان = كيتكان = جيجك = برجي = حشاوي = بلك = قره كيجي = أوطمانا = دنكزان = وبيت من العرب سريساتي ، بالرغم من الكم الهائل من العشائر إلا إنهم كانوا دائماً في حالة الوئام التام مع بعضهم البعض منذ القدم ، وفي كثير من الأحيان كانوا يعتبرون أنفسهم عائلة واحدة نظراً للعلاقات الإجتماعية المتينة بينهم من حيث المصاهرات والصداقات وكذلك الحماية من الأعتداءات الخارجية قديماً.
وهم من القومية الكردية ويتكلمون اللهجة الكرمانحية ابا عن جد ويمتازون بروح المرح والفكاهة وحسن الجوار مع الجوار
تعليمياً :
هناك مدرسة إبتدائية قديمة في القرية بنية في أوائل الثمانينات من قرن الماضي وبنى نظام السوري مدرسة إعدادية حديثة في وسط القرية وفتحت في القرية أول مدرسة لتعليم اللغة الكوردية في غرب كوباني في عام 2013
وتخرج عدد لا بأس به من الجامعات مثل الطب والهندسة والآداب والعلوم والمعاهد المتوسطة وما دون الثانوي وهناك شهادات علياً في الماجستير قسم اللغة العربية وكذلك فن الرسم على الخشب بطريقة الحرق .
الخدمات :
قلنا إن القرية كانت مقر لمخفر مع ذلك تعرضت للاهمال المتعمد ولكن في الفترة الأخيرة تم شق بعض الطرق وتعبيد إحداها التي تربطها بقرية عوينة اما الان فقد تم شق مجموعة من الطرق بينها وبين القرى المجاورة وكذلك فيها شبكة الكهرباء وبعض المحلات التجارية البقاليات والآن هناك سوق أسبوعي (البازار) بالإضافة إلى معامل البلوك .
ملاحظة :لا بد من ذكرها
سلب ونهب أموال أملاك القرية .
بتاريخ 2013/08/04 تعرضت القرية لهجمة بربرية من قبل ما يسمى بالجيش الحر بقيادة أحد رجالات الدولة السورية ( الحرة) ولكنه عثماني الهوى والفكر ويدعى ( ع عكيدي ) تحت اشرافه وأوامره تم سلب و نهب القرية ولكن أبناء القرية دافعوا عن قريتهم بكل البسالة والشجاعة حتى رمق آخير وأستشهد على إثرها كوكبة من شباب القرية وهم شامخين على قمة التل الأثري.
وفي 2014/09/15 تعرضت القرية لهجمة بربرية ثانية بعد تغير تلك الجهة لاسمها و ملابسها وبعض من قادتها لتمويه على التمويل القادم من الشمال العثمانلي وبدأت معها تهجير الثاني لأهل إيلجاق إيلاجاغ
قسم من أبناء القرية في الشتات المعمورة بين تركية وأوروبا وكوردستان ومعظم دول العالم .
و لقد تحررت من رجس شياطين العصر عادت إلى طبيعتها
في 28/شباط/2015 .