أفين برازي: مهما انجزنا من أفلام عن كوباني أو عن معاناة شعبنا في روجآفا فأنّنا لن نستطيع التعبير عن أوجاعه و آماله..

أفين برازي: مهما انجزنا من أفلام عن كوباني أو عن معاناة شعبنا في روجآفا فأنّنا لن نستطيع التعبير عن أوجاعه و آماله..

Oct 07 2021


المخرجة السينمائية الكـرديـة السـوريـة أفـيـن بــرازي بدأت مشوارها في دراسة الإخراج في بيروت، رشحها احد أساتذتها بالأكاديمية خلال فترة دراستها للعمل في برنامج تلفزيوني لصالح قتاة الـ MBC. كمساعد مخرج، و أستطاعت خلال وقتٍ قصير أن تمتلك خبرة عملية، ومهارة فنية من خلال عملها مع مخرجين لهم بصمتهم في صناعة الدراما السورية و العربية أمثال المخرج الراحل محمد الشيخ نجيب والمخرجين الشباب سامر برقاوي،وقيس الشيخ نجيب، وماهر كدو ،ونذير عواد، لتنتقل بالعمل من مساعدة مخرج إلى مخرجة لأعمال بتوقيعها و ببصمتها، حيث أخرجت ثلاثة افلام قصيرة :
*"موقف خاص"
*"اسأل مجرب"
*"يبقى الحب"

كما قامت بإخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية مثل : ( دمشق في عيون عشاقها) و(من عالم الاطفال ) وتنوعت أعمالها مابين الدراما التلفزيونية و السينمائية والعمل بالإنتاج الوثائقي، وربما كان عملها في مجال إخراج أعمال الأنيميشين في فيلم starting over الذي نال جائزة أفضل فيلم انيميشن في المهرجان السينمائي الاسكندنافي الدولي في فنلندا خطوة هامة أرست خطواتها نحو ترأسها الدورة الثانية لمهرجان كوباني السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، هذا المهرجان الذي كان أنجازاً فنياً هاماً، و نقلة فنية للحالة الكردية والسينما الكردية لوضعها في مصاف العالمية، وخاصة أن المهرجان أستطاع أن يجمع فنانين ومخرجين من جميع أنحاء العالم و ليكون بوابة سينمائية للأنتاج السينمائي الكردي الذي يعّد بالكثير من المفاجأت.
والجدير بالذكر أن المخرجة السينمائية الكردية أفيـن بـرازي إبنة كوباني تقيم بالدنمارك وتعمل مع قناة Dksyd الدنماركية.

يسرنا عبر هذا الموقع أن نلتقي مع الفنانة و المخرجة السينمائية الكردية السورية أفـيـن بـرازي عبر هذا الحوار و الذي نرجو أن يكون بوابة تعارف مع احدى الشخصيات الكردية العاملة في المجال الفني بأوربا و التي تعمل دوماً على مد جسور الفن مابين أوربا و الوطن..

* بداية، هل لكِ أن تحدثينا عن طبيعة عملكِ الآن؟
_حالياً اعمل في القناة التلفزيونية Dksydبالدنمارك بالأضافة إلى عملي في إنتاج عدة افلام و التحضير لإخراج افلام جديدة خلال الفترة القادمة.

*الحرب السورية عموماً، والهجوم على مدينة كوباني بشكل خاص كيف ترك ذلك تأثيره على مسيرتكِ في الإخراج؟
_بالرغم من وجودي في بلاد الإغتراب، في تلك الفترة المريرة بأحداثها الدراماتيكية كانت وسائل الإعلام العالمية تنقل الحدث بشكل يومي و مباشر كما إن تواصلي المستمر مع اهلي و أصدقائي المتواجدين أنذاك في قلب الحدث و من قلب المأساة من النزوح إلى التهجير، تلك الرحلة لم تكن بالأمر السهل، بل رافقها الكثير من الألم و الوجع وعانى شعبنا و أهلنا الكثير من القهر والظلم، و دفع شعبنا خيرة شبابه ضحايا في سبيل نصرة المدينة و الدفاع البطولي عنها، تلك الأحداث و تلك الحرب و كل تلك الضحايا و بطولات شعبنا بشبابه و بناته المحاربات بقيت صور خالدة في الذاكرة الجمعية، و تحولت يوميات معارك كوباني إلى افلام سينمائية عالمية وعلى يد مخرجين عالميين، و سوف يأتي الوقت لصناعة أفلام تليق بقامة تلك المدينة و ببطولاتها، ووقفة فتيات الكُرد البطولية أمام وحشية داعش وأصبحت الفتاة الكُردية المحاربة رمزاً للمقاومة لا تقل عن رمزية كيفارا و بطولته، و كوباني باتت مدينة عالمية و طافت شهرتها الأفاق واعتقد ان هذا هو السبب في تسمية مهرجاننا بأسم كوباني و أود أن أذكر هنا بعض المأسي الخاصة التي طالت فنانين كُرد،فالكثير من الفنانين و الكتاب الكُرد فقدوا الكثير من ارشيفهم الفني أمثال الموسيقار المبدع رشيد صوفي، وغيره .


* الأفلام الكُردية وعلى المستوى السوري، وخلال الفترة الأخيرة، هل أستطاعت نقل معاناة الشعب الكُردي من اضطهاد وتهميش للكُرد قبل الأزمة وبيان دورهم خلال الثورة و الأزمة.
_اعتبر نفسي في بداية مشواري السينمائي ولست في صدد تقييم الأفلام الكُردية، و لكنها عموماً تحاول نقل بعض الأفكار و المشاهدات و توثيقها وهو بالأمر الجيد رغم إنها لم تستطع نقل الصورة الحقيقية لحجم الدماروالألم و نتائج ذلك النزوح على العائلة الكُردية و ظروف حياتها القاسية في المهاجر و تجمعات النزوح، و مهما انجزنا من أفلام عن كوباني أو عن معاناة شعبنا في روجآفا فأنّنا لن نستطيع التعبير عن أوجاعه و آماله، لكن الوقائع اثبتت عن وجود شعب مقاوم و شعب حي و لم تستطع كل سياسات التهميش أن تلغيه من الخريطة، بل على العكس فقد امست القضية الكُردية قضية جوهرية لاقت الاهتمام الدولي و بات الكُرد لاعبين أساسيين في السياسة الدولية.

* للمرأة الكُردية السورية حصة مضاعفة من الوجع كونها امرأة أولاً وكُردية ثانياً، كيف تعاملت السينما الكُردية أو العالمية مع هذه الحالة من خلال كمية الأفلام المنتجة خلال الفترة القريبة الماضية؟
_المرأة في مجتمعنا تعاني الكثير من الصعوبات، ومازالت أسيرة العادات والتقاليد للأسف، لكنها استطاعت كسرَ الكثير من قيود العادات البالية المتحكّمة بمستقبلها و مصيرها، في الفترة الأخيرة و السينما استطاعت تسليط الضوء على قضايا المرأة عموماً و الكُردية خصوصاً، فالمقاتلات الكُرديات وبطولاتهم ضد داعش تحولت إلى أسطورة للمقاومة و الأنعتاق.

* مهرجانات السينما وجوائزها تعتبر حافزاً قوياً و مشجعاً للعمل و لتطوير أليات العمل السينمائي..
أنتم وخلال مشاركتكم كرئيسة لمهرجان كوباني السينمائي الدولي للأفلام القصيرة كيف لمستم ذلك؟ وهل سنرى مستقبلاً أعمالاً سينمائية مشاركة في المهرجانات السينمائية العالمية؟
_المهرجانات عموما هي زبدة الجهد و العمل المضني و مهرجان كوباني الدولي قدم خلال دورته السابقة و الدورة الحالية الكثير من الإنجازات، و استطاع جمع كوادر سينمائية و تقديم عروض بالمستوى العالمي لمخرجين شباب ومن كافة الجنسيات، و ذلك كفيل بإبراز خامات فنية و اسماء و ترشيحها للمهرجانات العالمية، و العالمية تتحقق من خلال طرح مشاكلنا المحلية و تطوير عملية طرح قضايانا في المحافل الدولية.

* ماذا أضافت لكم تجربة مهرجان كوباني الدولي كأمرأة كُردية، وماهي العوائق التي واجهتكم؟
_في المهرجان و خلال فترة الإعداد له مع الأصدقاء شعرت بمشاعر جميلة و أحسست بقدرة المرأة الكُردية على العمل الجاد، و لا فرق أبداً بين إدارة زميل لي برئاسة المهرجان، فقد كان اغلب العمل جماعياً و منسقاً رغم وجود بعض الهفوات و النواقص و التي أتمنى عدم تكرارها في الدورة القادمة، كانت أغلب العوائق نتيجة جائحة كورونا و تقيدها لحركة السفر و الإجتماع، كما إن الضعف في التواصل مع أغلب المخرجين و السينمائيين نتيجة ضعف الإعلان و اقتصاره على وسائل التواصل الإجتماعي، نتمنى في الدورة القادمة الإعلان عبر منصات تلفزيونية و إعلامية و عبر وكالات الأنباء، كما أن موضوع الترجمة و تشكيل لجان التحكيم اعتقد إن الأمر يحتاج لدقةٍ أكبر وحرصاً و مسؤولية أكبر..
على العموم كانت تجربة جيدة و هامة و سوف تستمر عبر جهود أصدقائنا بالتأكيد.

*هل من ندم تشعرينه بإختيارك لهذه المهنة؟

_لا.. لا أبداً، بالعكس انا اكثر تصميماً على المتابعة و أشجع شبابنا الكُرد على الإهتمام بهذا الجانب الهام من الفن..

* وجودكم في أوربا حيث حرية التعبير متاحة بالأضافة لوجود البنية التكنولوجية التقنية ووجود الكادر الفني من مصورين و ممثلين و فنيين كم يمنحكم ذلك من آمال لصناعة سينما كُردية قادرة على جذب المشاهد هنا في أوربا و الوطن؟
_الحقيقة أننا في أوربا كجالية كُردية نفتقد للروابط الضرورية للعمل، و السينما عمل و فن و صناعة و يحتاج جهود جماعية، فإنتاج أي فلم يحتاج بداية إلى قصة أو رواية و سيناريو متقن، كما يحتاج إلى موسيقا تصويرية و عمليات تصوير و أماكن تصوير و أزياء و فريق إضاءة، و رغم أجواء و مناخات الحرية و حرية التعبير الا إن المسائل المادية و المالية تقف دوما في طريق إنجاز سينما متقدمة، و أعتقد إن الإرادة و التصميم هي الكفيلة بإنتاج فن سينمائي راقي، فنحن لا ننسى أبداً المخرج الخالد يلماز غوني و بأمكانياته المحدودة أستطاع إيصال الفلم الكُردي و السينما الكُردية نحو العالمية و ان ينال أكبر جائزة عالمية في مجال الإخراج السينمائي.

*كلمة أخيرة، أو سؤال كان بودكم أن يتم طرحه؟..
_في الحقيقة أود شكركم على هذه اللفتة الجميلة و على هذا الحوار عبر موقعكم و أود أن أضيف هنا بأننا في ختام المهرجان الدولي الذي حمل أسم كوباني كرمزية و كقاعدة انطلاق نحو تأسيس أو صناعة سينمائية كُردية، و لذلك فقد اعلنّا عبر البيان الختامي بضرورة تكاتف الجهود و ضرورة تقديم الدعم و العون المادي و المعنوي من كافة الجهات الثقافية و خاصة تلك العاملة في روجآفا و إقليم كُردستان، و هنا عبر منبركم اجدد الدعوة للمشاركة الجادة في الدورة القادمة من المهرجان..
مرة ثانية كل الشكر لكم.
*******
*******
وفي نهاية الحوار أتقدم بالشكر الكبير للأستاذة و المخرجة السينمائية أفين برازي على اتاحتها الفرصة لنا للتعرف على آليات العمل و الأنتاج السينمائي بأوربا و الوطن و نتمنى لها دوام الموفقية و النجاح أن نلتقي معها في محطة ثانية من مشوارها الفني الجميل..
و شكراً لكل من يتابعنا عبر هذا الموقع و تحياتنا لكم.. جميعاً.