
في المسألة السوريّة: اللامركزيّة السياسيّة توحد البلاد (٥-٥)
فاروق حجّي مصطفى
تحدثنا في الحلقات السابقة عن عدد من أوجه اللامركزيّة، وأبرزنا التحديّات والثغرات، وأشرنا بشكلٍ واضحٍ إلى إنّ اللامركزيّة هي الحل، بحكم الواقع السوري، وتفكك جغرافياتها، وتوزع سيادتها بين ما هو خارجي، وما هو داخلي في وقت إنّ الحديث عن السيادة في المسألة السوريّة حديث غير منطقي من كل الجوانب.
من جانب الشعب هو المصدر، ومن جانب وظيفة سلطة القهر، ومن جانب عسكرة البلاد، ومن جانب فقدان السيطرة على المعابر السياديّة ومن عجز الحكومة على كافة الأراضي السورية، والإنتخابات غير كاملة وتفتقد المعايير.. الخ.
وأنا أدون هذه القصقوصة خطر ببالي "رسائل الفيدرالية"، تحديداً مناقشات هاملتون، وماديسون وكيف ساهما في بلورة الصورة الفيدرالية للكونفدراليات الأمريكيّة، ولذلك سميا بـ"آباء الفيدرالية ".
أستطراداً.. فإنّ الحديث عن الفيدرالية أو اللامركزيّة فرضه الواقع المتحكم بسوريا الآن، عدا عن أسبابٍ موضوعيةٍ أخرى كالتعدد والتنوع القومي؛ فالوضع السوريّ الآن يحكمه ثلاث سلطات محليّة، وفي عدد من المحافظات دور المؤسسات الحكومية فيه هش، ما يعني إنّ مبررات الحكم ضعيفة وإنّ سنوات الحرب أنتجت استحقاقاً جديداً لسوريا، وأهم أستحقاق هو كيفية توحيد البلاد وصون استقلاله.
في العموم ليست سوريا الوحيدة في هذا المسار، فاللامركزيّة تُطرح الآن في ليبيا، واليمن، وكما طبقتها تونس.
تُرى أي شكل من أشكال الدولة سيكون مقبولاً لدى جميع الأطراف وربما يصبح محورتوافق ويفتح الآفاق نحو حلول مستدامة لكل القضايا؟!
في الواقع هناك عدد من الطرق لتوحيد البلاد، هناك الاتحاد بالتفكك، والاتحاد بالتجمع، ونوع اللامركزيّة الأخرى يُسمى بـ "اللامركزيّة المعقدة"، وهو تصنيف جديد في القانون الدستوري كما الديمقراطيّة التوافقية إضافة مهمة في المسألة الديمقراطية!
فالاتحاد بـ "التجمع" لا يمكن الحديث عنه لأنّ هذا النوع خاص بتوحّد الدول، وإنّما الاتحاد بـ"التفكك" هو الأنسب، لأن ما نتحدث عنه هو ليس الدول، إنّما السلطات المحلية التي فرضتها الظروف السوريّة ولذلك من السهولة بمكان الحديث عن توحيد البلاد من خلال بناء توافق سياسي وربط هذه السلطات ببعض لبناء مركز من خلال توزيع الصلاحيات بشكلٍ متوازن لما هو للمركز وما هو للحكم المحلي!
بقي القول إنّ الحديث عن هذا النوع من اللامركزيّة لا ينبع من كونه نظري بقدر ما إنّ حاجة السوريين والسوريّات ومن المكونات السياسيّة والقومية والدينية والمذهبية مختلفة، وهنا لا نتحدث عن شكل الدولة بقدر ما نتحدث عن تصميم لشكل الدولة يعطي الصورة الحقّة لهوية سوريا ومجتمعاتها، وكل هذا يتم عبر تفعيل الحوار والايمان ببناء التوافقات على مستوى الحل وعلى مستوى الاستقرار المستدام.
-
خالد خليفة… يموت؟؟!!
Oct 01 2023 -
رحيل الروائي السورى الكبير خالد خليفة..
Oct 01 2023 -
"ريفراندوم" تعزيزٌ للحق بتوقيع الرئيس بارزاني..
Sep 25 2023 -
في المسألة السوريّة: سؤال الهويّة!
Sep 21 2023 -
طاولة الزهر.. لعبة القدماء وتقاوم البقاء في كوباني على أيدي كبار السن
Sep 14 2023 -
آريا عطي مع لوحاتها في هولير
Sep 03 2023 -
على أوتار القدماء.. جيلٌ جديدٌ في كوباني يلحن عزف بزق المستقبل
Aug 30 2023 -
اللامركزيّة وسؤال الشراكة؟
Aug 19 2023 -
تصورات اللامركزية :من منظورات عيّنة من شمال وشرق سوريا
Aug 12 2023 -
في المسألة السوريّة: اللامركزيّة السياسيّة توحد البلاد (٥-٥)
Aug 10 2023
-
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
دلبخوين دارا: من شاشة روداو العربية!
Jun 11 2020 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018 -
حقن البلازما بين هوس النساء والحقيقة العلمية..
Feb 21 2019