
بين ناسنا وناس ناغورني كاراباغ..
فاروق حجّي مصطفى
لم أجد مشهدًا دقيقًا يجمع ناسنا بناس ناغورني كاراباغ مثلما شاهدناه اليوم، فسكان قرى ناغورني كاراباغ الذين رفضوا البقاء في منازلهم واضرموها بالنيران ، قبل خروجهم نحو أرمينيا نتيجة الإتفاقية الأخيرة لوقف الحرب (بين أذربيجان وارمينيا) بدا عليهم ترك كل شيء مقابل ألا يعيشوا تحت حكمٍ طالما نظروا إليه تحت مسمى "الأعداء".
والحق إنّ ذلك المشهد هو الوحيد الذي سيبقى مخلدًا في الذاكرة، ويصبح مادة تاريخيّة مثقلة بالظلم.
بعيداً عن مدى الشبه الذي يحكُمنا ويحكم الناس في ناغورني كاراباغ، لكن ثمة شبه أكثر تجسيداً لواقعنا بواقع الناس هناك، فالرفض التام للناس في مناطقنا ليس للاحتلال فحسب إنما لرياحه أيضاً.
ولعل الناس أكثر ذكاءاً حينما يعبرون عن مواقفهم على خلاف السياسيين، وما لبث وإنّ كان موقف الناس العفوي أكثر وقعاً، وتأثيره أقوى من بيانات الساسة، فهذا الموقف العفوي هو دليلٌ دامغٌ وقوي مفاده إنّ وعي الناس الرافض لوجود المارقين والمحتلين وحلفائهم ، ما هو إلّا انعكاسٌ لتاريخ لم يدوّن صفحة ناصعة من العلاقات الحسنة والطبيعية، بقدر ما دوّن من الظلم الذي مارسه أولئك الحكام، والطغاة ضد ناسنا، سواءً أكانوا أرمناً أم كُرداً!
ولا نستغرب حين يُحكى عن التهديد التركيّ، إن ناسنا يتركون بيوتهم خلفهم، ويلتجئون إلى مناطق النظام أو مناطق العمق (أي الرقة والحسكة).
بدا لي، وبعد مشاهدة إشعال النيران بمنازل ناغورني كاراباغ أن ضمائر الناس تبقى بمثابة ذاكرة قويّة، وعندما يطلّ الظلّام برأسه فإنّ هذه الذاكرة تستقيظ وتيّسر السلوك العام المجتمعي.
بقي القول، إنّ ما ظهر على الإعلام قبل ساعات، من حرق للمنازل في ناغورني كاراباغ، وقبل ذلك حدث في مناطقنا عندما هاجم الأتراك بلداننا ومناطقنا، في بذل الجهود والعمل المستحيل كي لا يكونوا تحت حكم الأتراك، الانتماء أقوى من أي تعبير سياسيّ، والذاكرة الحيّة هي التي تحرق نفسها عندما يعيد التاريخ نفسه من نافذة الظلم.
-
بيدرسن يجري «محادثات عسكرية وسياسية» في موسكو قبل زيارة دمشق
Feb 19 2021 -
رحل صوت الصدق بداخلنا..
Feb 10 2021 -
مظلوم عبدي: ذهنية إقصائية للنظام السوري تريد العودة إلى ما قبل 2011
Feb 05 2021 -
«هرولة ثلاثية» لإنقاذ الإصلاح الدستوري من السوريين
Jan 27 2021 -
كُوباني في الذكرى السادسة لتحريرها..
Jan 26 2021 -
ماذا فعلت تركيا في عفرين السورية بعد 3 أعوام من الاجتياح؟
Jan 25 2021 -
الدستوريّة، وبناء الثقة!
Jan 24 2021 -
بيدرسن يحث موسكو على إنجاح اجتماعات «الدستورية» السورية
Jan 24 2021 -
كُوباني: وحلٌ في الشتاء..وأتربةٌ في الصيف..
Jan 23 2021 -
"دلنامه" لعمر كالو : عادت من جديد لتحيا أبدا..
Jan 23 2021
-
جمهورية شرق الفرات
Oct 14 2018 -
تقزيم المسألة السورية في قالب (صياغة الدستور)
Aug 15 2018 -
أولويات التفاوض كُردياً: الحفاظ على نظام الإدارة الذاتية، وعفرين:
Aug 14 2018 -
الدنمارك: ستة وجوه من حَمَلَةِ شهادات الماجستير على خشبة التكريم الكُردية.
Oct 17 2018 -
ورحلت القامة: رحيل الرجل الشجاع
Aug 21 2018 -
(الإصابة بالتوحد) أسبابها وأعراضها وكيفية االمساعدة على تحسن حالة الطفل التوحدي
Sep 01 2018 -
المحلل الإقتصادي خورشيد عليكا لبرجاف: الضغط على البنك المركزي ليس حلاً..والأزمة تتفاقم!
Aug 14 2018 -
أختار نادي المدى للقراءة..
Sep 07 2018 -
اختطاف المحامي ياسر السليم من كفرنبل بعد دعوته التعايش مع الدورز والكُرد وأهل الفوعة
Sep 22 2018 -
الجانب الآخر من قضية "خاشقجي"
Oct 12 2018